المصدر: المدن
السبت 16 نيسان 2022 23:30:20
ربما بدأ الثنائي الشيعي يتحسب لخسارة مقعد نيابي في دائرة الجنوب الثالثة، حيث توحدت قوى المعارضة في لائحة واحدة، فأتى الرد ببدء مرحلة الاعتداءات الجسدية وعمليات التشبيح والبلطجة، على المرشحين والمواطنين الداعمين للوائح المعارضة في الجنوب، تمامًا على غرار أفاعيل الثنائي إياه أثناء احتجاجات 17 تشرين في بيروت والجنوب. والاعتداءات الحالية استكمال لتلك.
من قيادتكم؟.. لنسحلهم
افتتح هذا التطور الخطير في مرحلة الاستعداد للمعركة الانتخابية في شهر أيار المقبل، بنصب مناصري الثنائي الشيعي الحواجز وإقدامهم على الاعتداء على مناصري لائحة "معاً للتغير"، التي كانت تعد لحفل إطلاقها رسميًا السبت في 16 نيسان في الصرفند.
فمع بدء حضور المشاركين إلى صالة الوادي في الصرفند للمشاركة في حفل إطلاق اللائحة، تجمهر أكثر من 50 عنصراً من حركة أمل ومنعوا القادمين من الدخول إلى الاستراحة، وراحوا يعتدون على السيارات والمواطنين. كما بدأوا بإلقاء الحجار على السيارات التي توقفت إلى جانب الأوتوستراد، قبل حضور الجيش اللبناني لتوقيف هذه الثلة المعتدية.
وطال الاعتداء بالضرب أكثر من عشرة مشاركين، أصيب بعضهم بكدمات بالغة في الوجه ومختلف أنحاء أجسامهم. هذا إضافة إلى كيلهم الشتائم لهم وللمعارضة وبكل من تجرأ على تشكيل لائحة في وجه لائحة الثنائي الشيعي، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري في دائرة صور- الزهراني، حيث وقع الاعتداء. وردد المعتدون: "قولوا لنا مين قياداتكم تنضربهم ونقتلهم ونسحلهم".
رصاص وسحل
وروى الطبيب هشام حايك لـ"المدن" بعض تفاصيل الاعتداء الذي طالهم، مشيرًا إلى أن مناصري حركة أمل وحزب الله لم يكتفوا بضربهم وشتمهم ورميهم بالحجارة، بل أطلق أحدهم نحو أربع رصاصات في اتجاههم من مسدسه الحربي.
وما لبث أن فاق عدد المعتدين أكثر من مئتي شخص. وذلك بالتزامن مع بدء وصول قوة من الجيش اللبناني. ما أدى إلى انقسام المشاركين في إطلاق اللائحة إلى شطرين محاصرين: الذين وصلوا إلى القاعة والذين كانوا ينتظرون على الأوتوستراد. وراح مناصرو الثنائي الشيعي يلقون الحجار على الطرفين، ووقعت بعض الإصابات في صفوفهم. أما من تمكنوا من سحبهم من سياراتهم فقد سحلوهم أرضًا، فيما تكاثر عليهم المشاركون في رفسهم.
لاحقاً، تدخل الجيش اللبناني وأمّن خروج المشاركين من الصالة، وألغي حفل إطلاق لائحة "معا للتغيير"، وقرر المنظمون لحفل إطلاق اللائحة عقد مؤتمر صحافي ردًا على الاعتداء الذي تعرضوا له، وأجلوا إطلاق اللائحة إلى موعد يحدد لاحقاً.
رسالة للمعارضة الجنوبية
وفي هذه الدائرة تحديداً، لم يكن يتوقع حصول مثل هذه الاعتداءات. فهي من الدوائر التي يعتبر الفوز فيها مستحيلًا، نظراً لتشتت قوى المعارضة من ناحية، وارتفاع الحاصل الانتخابي إلى ما يزيد عن عشرين ألف صوت. لكن الاعتداء ليس أكثر من رسالة لترويع ناخبي قوى المعارضة في الجنوب كله من مغبة المشاركة في الانتخابات.
التنمية والتحرير تدين وتتبرأ
واصدرت كتلة التنمية والتحرير النيابية البيان التالي :
"تدين الكتلة برئيسها وجميع أعضائها ما حصل عصر اليوم في خراج بلدة الصرفند من ممارسات وإساءات طالت نشاطاً انتخابياً لإحدى اللوائح .
ان الكتلة ورئيسها بما يمثلون من موقع سياسي وجماهيري يرفعون الغطاء عن اي مسيء ويؤكدون ان ما حصل وملابساته بات بعهدة القضاء المختص الذي عليه ان يسارع لاجراء المقتضى، كما عبر بيان بلدية الصرفند. كما يؤكدون حرصهم على انجاز الاستحقاق الانتخابي باجواء من الحرية والمنافسة الديمقراطية".