عن زيارة سلام لعون وبرّي... وترميم للعلاقات

حمل رئيس الحكومة نواف سلام، الجمعة، ملفات الانتخابات والاعتداءات الإسرائيلية إلى محادثاته مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي بدت الزيارة إليه بمثابة ترميم للعلاقات بعد توترات سابقة.

 

تصدر ملف الطرح الذي قدمه الرئيس عون حول التفاوض مع إسرائيل، المحادثات، وفق ما قالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن هذا الطرح الذي أعلن عنه الرئيس عون قبل أيام «أريدَ منه إحداث اختراق في جمود المشهد القائم، على ضوء الاعتداءات الإسرائيلية وتعثر استكمال الجيش اللبناني لانتشاره وتحقيق حصرية السلاح في جنوب الليطاني بالكامل، جراء احتلال إسرائيل نقاطاً في جنوب لبنان».

 

لقاء عون - سلام

أفادت الرئاسة اللبنانية بأن الرئيس عون عرض مع سلام للأضاع العامة في البلاد، ولا سيما الوضع في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، كما تطرق البحث إلى التطورات الإقليمية بعد مؤتمر شرم الشيخ، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.

وكان ملف الانتخابات حاضراً في المحادثات، من ضمن ملفات أخرى. وأكدت مصادر وزارية مواكبة للقاءات أن عون مُصرّ على موقفه بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار المقبل، ويلتقي بذلك مع موقف سلام في هذا التوجه، ولفتت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عون وسلام يمثلان السلطة التنفيذية التي تنفذ إجراء الانتخابات، في حين أن القانون الذي تجري مناقشات حوله بين القوى السياسية هو من مسؤولية البرلمان.

انقسمت القوى السياسية حول اقتراع المغتربين؛ ففي وقت تدفع «حركة أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لإجراء الانتخابات وفق القانون النافذ؛ أي تخصيص 6 مقاعد إضافية للمغتربين، تصر قوى أخرى بينها «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» و«قوى التغيير»، على تعديل القانون النافذ، وإتاحة الفرصة للمغتربين بالاقتراع لـ128 نائباً في لبنان، من دون إضافة 6 مقاعد جديدة. وبين الطرفين، تحدثت معلومات عن تسوية مقترحة، مفادها إلغاء اقتراع المغتربين بالكامل، وإجبارهم على العودة إلى لبنان للمشاركة بالانتخابات.

وقالت مصادر رسمية إنه في الحالات الثلاث، يحتاج القانون إلى مجلس النواب؛ فإذا تمت التسوية يجب أن يتم تعديل القانون بإسقاط بند اقتراع المغتربين، وإذا أرادت القوى السياسية إسقاط تمثيلهم بالمقاعد الستة يحتاج إلى تعديل أيضاً، كما يحتاج القانون إلى البرلمان لتحديد المقاعد الستة حسب القارات وتوزيعها على الطوائف.

 

لقاء برّي

بعد لقائه عون، توجّه سلام إلى عين التينة حيث التقى برّي. وقالت مصادر قريبة من الأخير إن الأجواء كانت إيجابية، وقد «تم طرح ملفات الانتخابات وتصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان»، فضلاً عن التنسيق بين الرئاسات الثلاث في مواقف موحدة ومحددة، بعد تكرار الاعتداءات الإسرائيلية التي باتت تطول الأهداف والمنشآت المدنية.

ويُنظر إلى اللقاء على أنه «ترميم للعلاقة» بين برّي وسلام، بعد توتر ساد الطرفين في الأسابيع الماضية على خلفية السجالات المتصلة بإضاءة صخرة الروشة بصورة أمين عام «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل، وغيرها. وقالت المصادر إن المحادثات كانت إيجابية، وناقشت كل الملفات المطروحة.