المصدر: Kataeb.org
الأحد 15 كانون الاول 2024 12:26:02
أكد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ـأنه "يكْــفـي هـذا الــبَــلَــدَ مـا قـاسـاه طـوال الــعُــقــودِ الأخـيـرَة، ويَــكْــفـي الــشَـعْــبَ ما عـانـاه، وقَـد حـانَ الــوَقْــتُ لـكـي يَـنْـعَــمَ بـالـسَـلامِ والإسْــتِــقْــرارِ والإزْدِهـار. آنَ أوانُ الــجِــدِّ والـعَــمَــلِ، وكُــلُّ تـأخــيــرٍ سَــيَــدْفَـعُ ثَــمَــنَــه الـجَــمــيــع".
وقال في عظة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: "يــا أحــبّــة، الــقِــيــامُ بــالــعَــمَــلِ الــمُــنــاسِــبِ فــي الــوَقْــتِ الــمُــنــاسِــبِ، وعَــدَمُ إضــاعَــةِ الــوَقْــتِ والــفُــرَصِ، أســاسُ الــنَــجــاح. الإنــســانُ الــنــاجِــحُ يَــقــومُ بِــعَـــمَــلِــهِ فـي أوَانِــهِ، وأيُّ عَــمَــلٍ، مَــهــمــا كـان عَــظــيـمــاً، يَــفْــقُــدُ مَـعــنـاهُ أو أثَــرَهُ إنْ حَــصَــلَ فــي غَــيــرِ وَقــتِــه. هــذا يَــنْــطَــبِــقُ عـلـى حَـيـاتِـنـا الـروحِـيَّـةِ وعـلـى الـحَـيـاةِ الـزَمَــنِــيَّــةِ أيـضـاً. فَـإنْ قـامَ إنْـسـانٌ بِــتــأجـيـلِ عَــمَــلِــيَّــةٍ جِــراحِــيَّــةٍ مَـثَـلاً قَـد يَــمــوت. وإنْ تــأخَّــرَ فــي إطْــعــامِ طِــفْــلِــهِ قَـد يُــؤذيــه. وفـي حَــيــاةِ الأوطـانِ وتَــطَــوُّرِهـا، الــقِــيــامُ بـالأعْــمـالِ فـي أوقــاتِــهــا يُــسـاهِــمُ فـي تَــقَــدُّمِـهــا ونُــمُــوِّهـا".
أضاف: "هــذا مـا عَــلــيــنــا إدراكُـهُ فـي لـبـنـان حَــيــثُ اعْـــتَــدْنـا تَــأجــيــلِ أمــورٍ أسـاسِـيَّــةٍ كَــمَــلْءِ الــشَــواغِــرِ فـي الـمَـراكِــزِ الـقَـضـائـيَّـةِ والـمـالِــيَّـةِ والـعَــسْـكَـريَّـةِ والإداريّـة، أو تــأجــيــلِ الإسْــتِــحــقــاقــاتِ مِـنْ انــتِــخــابــاتٍ نِــيـابِــيَّــةٍ أو بَــلَــدِيَّــةٍ، وغَــيْــرِهـا، ممـا انْــعَــكَــسَ سَــلْــبــاً عـلـى حَـيـاةِ الــوَطَــنِ والــمُــواطِــن.
لـكـنَّ الأخْــطَــرَ مـا أصْــبَــحَ عــادَةً، وهُــو تــأخــيــرُ انــتِــخــابِ الــرئــيــسِ، ممـا أعــاقَ عَــمَــلَ كُــلِّ الــمُــؤَسَّــسـاتِ وسـاهَــمَ فـي تَـراجُـعِ الــبَــلَــدِ وتَــغْــيــيــبِـه. لِــذا أمَــلُــنــا في أنْ يَـعــي الــمَــســؤولـونَ عِــنــدَنــا أهَــمِّــيَــةَ وُجــودِ رَئــيــسٍ فـي هـذه الـمَــرْحَــلَــةِ الـدَقــيـقَــةِ مِـنْ عُــمْــرِ بَــلَــدِنـا وأنْ يَــتِــمَ انـتِـخـابُ رئــيــسٍ فـي أسْــرَعِ وَقْــتٍ، فَــيَــتَــسَــلَّــمُ زِمـامَ الأمـورِ ويَــعْــمَــلُ مَـعَ حُـكـومَــتِــهِ عـلـى إعـادَةِ بِـنـاءِ الـدَوْلَـةِ واسْــتِــعــادَةِ هَــيْــبَــتِـهـا ودَوْرِهـا، وعـلـى حِـمـايَـةِ لـبـنـانَ وإبْــعــادِهِ عَــنْ كُـلِّ مـا قَـد يُــشَــكِّــلُ خَــطَــراً عـلـيـهِ وعـلـى بَـنـيـه".
ذكرى جبران تويني
وتوقف عند ذكرى استشهاد جبران تويني، قائلاً: "مَـرَّتْ مُـنْـذُ يَـومَـيْـن الـذِكـرى الـتاسِـعَــةَ عَــشْـرَةَ لإغْــتِــيـالِ جـبـران تـويـنـي الـمُــنـاضِـلِ مِـنْ أجْـلِ وَطَــنٍ الـحُـرِّيَّـةُ فـيـهِ مُــصـانَـةٌ، والـعَــدالَـةُ سَـيِّـدَةٌ، والـكَـلِـمَـةُ فـاعِـلَـة. جـبـران نـادى بـالـحُـرِّيّـةِ لِــلْـجَــمـيـع. حَـلُـمَ بِـمُـسْـتَــقْــبَــلٍ واعِــدٍ لِــبَــلَــدِه. حـارَبَ الــظُــلْــمَ والاسْــتِـعْــبـادَ ووَقَــفَ فـي وَجْـهِ الـطُـغــاةِ إلـى أنْ أزالـوه. لَــكِــنَّ صَـوْتَـهُ مـا زالَ يَــرِنُّ فـي الآذان، وكَـلِـمـاتُـهُ تَــتَــرَدَّدُ فـي الـضَـمـائِـرِ الـحَـيَّـة، فـيـمـا الـطُـغــاةُ فَـرُّوا، وتَـمـاثـيـلُـهُــم هَــوَتْ، وسُـجـونُـهُـم فُــتِـحَـتْ ولَـعْــنَـةُ شُـعــوبِـهِـمِ سَـتُـلاحِـقُـهُـم إلـى الأبَـد. وَحْــدَهُ الــحَــقُّ يَــدوم. فَـهَـلْ مَـنْ يَــعْــتَــبِــر؟ حَــمــى إِلَــهُــنــا لــبــنــانَ وشَــعــبَــهُ".