عودة الاشتباكات في سجن الحسكة.. وتقارير عن هروب 200 من سجناء داعش

قال مسؤول في القوات الكردية "قسد" في تصريحات خاصة لـ"العربية" إن قواتهم تقوم بتنفيذ عمليات تمشيط لآخر مواقع سجن الصناعة لتأمينها من عناصر داعش، مشيرا إلى أن الأخبار الواردة حول نقل قادة أجانب من داعش إلى دير الزور غير صحيحة.

وأضاف مسؤول قسد للعربية بقوله إن قواتهم تقوم حاليا بالتعامل مع خليتين لداعش داخل حي غويران السكني أيضا.

ورجح مسؤول أميركي في تصريحات لـ"نيويورك تايمز" هروب 200 معتقل من داعش جراء الهجوم على سجن غويران، فيما اندلعت اليوم السبت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين قوى الأمن الداخلي الكردية "الأسايش" وعناصر تابعين لتنظيم داعش في حي غويران بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الكردية "قسد" عن القبض على 5 عناصر من داعش كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات في ريف دير الزور.

وأفادت وكالة أنباء "هاوار" الكردية بأن الاشتباكات اندلعت أثناء تمشيط قوى "الأسايش" وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" لبعض الشوارع في الحي واكتشافها عناصر من داعش مختبئة في أحد المنازل.

فيما أفاد المرصد السوري بمقتل 3 عناصر من داعش في عملية لقوات قسد بحي غويران بالحسكة.

ونقلت الوكالة عن قوى "الأسايش" قولها إن أحد الدواعش المختبئين، وعددهم خمسة، لقي حتفه في الاشتباكات.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد أمس الجمعة بمقتل عنصر من قوات سوريا الديمقراطية برصاص أحد عناصر تنظيم داعش وأشار إلى ارتفاع قتلى أحداث سجن غويران بالحسكة إلى 262.

وقال المرصد إن عنصر داعش المشار إليه قُتل بدوره "بعد تدمير مبنى كان يتحصن به"، مشيراً إلى استمرار عمليات تمشيط الأبنية في محيط سجن الصناعة بمنطقة غويران.

ووفقاً للمرصد، فقد ارتفع العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء محاولة داعش السيطرة على السجن نهاية الأسبوع الماضي حتى أمس الجمعة إلى 262، بينهم 181 من داعش و74 من "الأسايش" وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب و"قسد". وأضاف المرصد أن سبعة مدنيين قتلوا في هذه الأحداث، إضافة لعشرات المصابين بحالات خطرة.

هذا وعثرت "قسد" وقوات الأمن الكردية الجمعة على جثث نحو 20 من عناصرها، ممن قتلوا على يد تنظيم داعش داخل السجن.

وتواصل القوات الكردية وحلفاؤها عملية تمشيط أقسام السجن وتفتيشها، بحثاً عن عناصر متوارية من التنظيم المتطرف، بعد يومين من إعلانها استعادة "السيطرة الكاملة" على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، منهية اشتباكات بدأت في العشرين من الشهر الحالي بهجوم منسّق على السجن شنه مقاتلون من التنظيم من الخارج وسجناء من الداخل.

وشكّل هذا الهجوم "أكبر وأعنف" عمليّة للتنظيم منذ خسارته كل مناطق سيطرته في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.

ورغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء، استعادة السيطرة على السجن، وأن نحو 3500 من المهاجمين والسجناء التابعين للتنظيم استسلموا لها، فإن العشرات من مقاتلي التنظيم ما زالوا يتحصنون، وفق المرصد، داخل أقبية "يصعب استهدافها جواً أو اقتحامها براً".

وأوضح مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية لوكالة "فرانس برس" أن "نحو 60 مقاتلاً من التنظيم يتحصنون في قبو وفي طابق يعلوه"، موضحاً "نعتقد أنه لا قصّر بينهم".

وأضاف: "نوجه لهم نداءات للاستسلام، وقد أمهلناهم مدة من الوقت" لم يحددها لافتاً إلى أنه "ما لم يسلموا أنفسهم، فسيتم التعامل معهم بالطرق العسكرية".

ودفعت هذه الاشتباكات نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق الأمم المتحدة، ولجأ عدد كبير منهم إلى منازل أقربائهم، بينما وجد المئات ملجأ لهم في مساجد وصالات أفراح في المدينة.