عوني الكعكي يفجّر مجلس نقابة الصحافة بعد تصريحه المخزي عن انفجار المرفأ

تتوالى الاستقالات في مجلس نقابة الصحافة اللبنانية بعد استفراد النقيب عوني الكعكي بإصدار بيان في ذكرى تفجير مرفأ بيروت باسم النقابة يعبّر فيه عن رأيه الشخصي المنحاز سياسياً من دون استشارة أعضاء المجلس التنفيذي للنقابة الذي خرجت منه "النهار" في الانتخابات الأخيرة ولم تشارك ترشيحاً ولا اقتراعاً، كما تقاطع النقابة صحف "الأخبار" و"اللواء" و"الديار". وقد استقال عقب البيان المدير التنفيذي لجريدة "لوريان لو جور" ميشال الحلو، معتبراً أن البيان "ليس مقبولاً في دولة حديثة تؤمن باستقلالية القضاء، وأن دور النقابة لا يعني التدخل في تحقيق قضائي جار، لا بل يتناقض مع المتلطين خلف الحصانات السياسية، وخاصة في قضية استثنائية من هذا النوع". 

كما أعلن رئيس تحرير "نداء الوطن" بشارة شربل استقالته من مجلس نقابة الصحافة، "احتجاجاً على بيان النقابة المتعلق بجريمة 4 آب والحصانات". وأوضح أنه "لم يستشر في مضمون البيان الذي يناقض اقتناعاته بشكل تام". 

وأعلنت رئيسة مجلس إدارة مجلة "الأفكار" زينة عوض في بيان، استقالتها من مجلس نقابة الصحافة احتجاجاً على البيان الذي أصدرته أمس والمتعلق بجريمة 4 آب". وأكّدت "معارضتها التامة لمضمون البيان الذي لم تستشر في أمره". 

إلى ذلك، استنكرت رئيسة مجلس إدارة "النهار" نايلة تويني مضمون البيان واعتبرت أنه خروج عن التقاليد والأصول التي طالما عرفت بها نقابة الصحافة، وهو تدخل مباشر للضغط على المسار القضائي ولا ينسجم مع دعوات الصحافة اللبنانية إلى تبيان الحقيقة كاملة في الجريمة الأكبر بتاريخ لبنان.

وأوضحت رداً على سؤال عن إمكان الاستقالة أنّ "النهار" لم تشارك في الانتخابات الأخيرة لمجلس النقابة ترشحاً ولا اقتراعاً، وبالتالي فهي ليست عضواً في المجلس التنفيذي كي تستقيل. وأيّدت خطوة الزملاء الذين عبروا عن موقف شجاع وجريء. 

وكان النقيب عوني الكعكي أصدر بياناً باسم نقابة الصحافة اللبنانية لمناسبة الذكرى الأولى لانفجار المرفأ، جاء فيه: 

"سنة كاملة مرّت على كارثة انفجار المرفأ، ولا يزال الجدل قائماً حول من استورد الموادّ المتفجرة ومن فتح الاعتماد ومن أدخل الموادّ إلى المرفأ ومن كان يسحب الموادّ من المرفأ والكثير الكثير من الأسئلة تُطرح ولكن لا جواب، على الرغم من أنّ فخامته كان قد وعد اللبنانيين بأنّ التحقيق سوف يعلن خلال 4 أيام وسيبين من هي الجهة التي قامت بهذا العمل الإجرامي أو على أقّله يعلمنا ماذا حدث.

تمّ تعيين المحقق الأول فادي صوان فأرسلوا له "قط" مقطوع الرأس فتخلى القاضي صوان عن مهمته خائفاً واعتذر عن المهمة التي كلف بها. جاء القاضي طارق بيطار والمعروف عنه أنه قاضٍ محترم، ولكن للأسف يبدو أنه مسيس، إذ من خلال الأسلوب الذي يتبعه يتبين أنه ينفذ خطة مرسومة له، ولكن يجب أن نسجل له ملاحظة وهي أنّ الإهمال في الوظيفة لا يمكن أن يصبح جريمة لأنّ الإهمال غير مقصود حتى يثبت العكس. 

من ناحية ثانية إنّ تكبير "بيكار" الاتهامات لا يعني إلا شيئاً واحداً، أنّ هناك مخططاً يطال الصالح بالطالح ليصل الملف إلى الإقفال". 

وختم البيان: "في هذه الذكرى الأليمة، نطلب من رب العالمين أن يصبّر أهالي الضحايا، ونتمنّى أن يصل هذا الملف إلى الحقيقة التي يطالب فيها جميع اللبنانيين". 

وفي وقت لاحق من مساء اليوم، أوضح الكعكي أنّ "البيان صدر باسمه الشخصي ولا يمثل رأي مجلس نقابة الصحافة. وهو نشره بصفته الشخصية".