المصدر: نداء الوطن
الأربعاء 15 تشرين الأول 2025 07:13:18
استمر الصدى الإيجابي لموقف رئيس الجمهورية في ما يتعلق بموضوع التفاوض، في هذا السياق علمت «نداء الوطن» أن مواقف رئيس الجمهورية الأخيرة قوبلت بارتياح دبلوماسي غربي واسع خصوصًا في أوساط الأوروبيين والأميركيين، فالرئيس رسم خريطة طريق للمرحلة المقبلة وأكد أن لا تراجع عن حصر السلاح وتحرير الأرض وحل المشاكل الخلافية مع إسرائيل بالتفاوض غير المباشر. وتشير المعلومات إلى أن غياب أورتاغوس عن اجتماع الميكانيزم اليوم لا يعني عدم حضور أميركي، فرئيس اللجنة هو أميركي وعلى تنسيق دائم مع أورتاغوس وبالتالي فإن واشنطن تتابع أدق التفاصيل، والدولة اللبنانية تقوم بواجباتها من أجل استعادة سيادتها على كامل الأراضي إذ لا عودة إلى الوراء في هذا الملف.
قضائيًا، تحرَّك الملف القضائي بين لبنان وسوريا، وليس تفصيلًا أن يزور وزير العدل السوري لبنان، للمرة الثانية في غضون أسبوع، المرة الأولى كان بمعية وزير الخارجية السوري، وأمس يمكن اعتبار زيارته على أنها لمتابعة ما تم بحثه في الاجتماع الأول.
ومن خلال المواقف التي صدرت يمكن القول إن هناك إلحاحًا لبنانيًا سوريًا حول إنجاز هذا الملف وطي صفحته.
الاجتماع ساده جو إيجابي ومثمر، وتقدّم ممتاز في كافة الملفات المطروحة. وقد أعطى وزير العدل السوري الويسي وعدًا رسميًا للوزير نصار بمتابعة حثيثة لمطالبه، وتم الاتفاق على ما يلي:
أ- توفير الدعم الكامل لعمل لجنة المتابعة لملف المخفيين قسرًا.
ب - تسليم كافة المعلومات المتوفرة لدى الجانب السوري عن الأعمال الأمنية التي حصلت في لبنان إبان عهد النظام السوري ولا سيما الاغتيالات السياسية.
ج- البحث عن الفارين من العدالة في لبنان إلى سوريا وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية.
وفي معلومات «نداء الوطن» أن الاتفاق سيشمل آلية قضائية لتسليم عدد من الموقوفين الذين تم توقيفهم في لبنان سابقًا بتهم تتعلق بانتمائهم إلى الثورة السورية، مع درس إمكان تسريع المحاكمات لإطلاقهم.
ووفق معلومات «نداء الوطن»، فإن الجانب السوري سيعرض مسودة الاتفاقية على المسؤولين السوريين، قبل أن يعلن الطرفان شروعهما في اتخاذ الخطوات الكفيلة بوضعها حيّز التنفيذ.
وفي موازاة اللقاءات السياسية، سُجّل توجّه الوفد السوري، بعد موافقة النيابة العامة التمييزية، إلى سجن رومية، ولقاؤه عددًا من السجناء السوريين، ناقلًا سعي البلدين لتحقيق العدالة وصون كرامة الموقوفين بما يضمن احترام سيادة الدولتين.
وزير الداخلية وقضية السجناء
وزير الداخلية أحمد الحجار، وفي خلال جولة له في طرابلس كشف أنه «ستعقد اجتماعات مخصصة لبحث أوضاع جميع السجناء، وهناك تنسيق مع الدولة السورية في ما يخص المحكومين والموقوفين السوريين، ضمن اتفاقيات يجرى العمل على تفعيلها».
وفي ملف الانتخابات النيابية قال الوزير الحجار: «الناس يرغبون بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار 2026»، مشيرًا إلى «أن وزارة الداخلية والبلديات تعمل بكل جهد لتطبيق القانون النافذ بحذافيره والالتزام بالمهل القانونية كافة، بهدف إجراء الانتخابات في أفضل الظروف وبشفافية كاملة».
وقال: «هذا الأمر يحظى بإجماع وطني، وقد أكده فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ودولة رئيس مجلس النواب، لأنه مطلب الناس وواجب علينا تلبيته».
مؤتمران في فرنسا لدعم لبنان
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدد في رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تصميمه على «تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان قبل نهاية السنة الجارية، الأول لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة، حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية، والمؤتمر الثاني لنهوض لبنان وإعادة الإعمار فيه».
وشدد الرئيس ماكرون في رسالته على «الصداقة التي تجمع بين البلدين الصديقين»، مؤكدًا «استمرار دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة»، معربًا عن سعادته «للقرار الذي اتخذه مجلس الأمن بالتجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان «اليونيفيل»، وقال: «أحيي بالمناسبة القرارات الشجاعة التي اتخذتها لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية».
توتر على الحدود اللبنانية – السورية
وليلًا ساد التوتر الحدود اللبنانية السورية لجهة الهرمل بين بلدتي القصر وحوش السيد علي، إثر فقدان الشابين حسين قطايا ومجتبى زعيتر بعد اعتقالهما من قبل عناصر من الإدارة السورية الجديدة، ونقلهما إلى داخل الأراضي السورية للتحقيق معهما. وأتت عملية الاختطاف إثر تجول الشابين على دراجة نارية بالقرب من الحدود والتي شهدت خلال فترات سابقة اشتباكات بين عناصر الإدارة السورية وأبناء العشائر والمنطقة، وهي تعتبر ضمن الأراضي التي يحظر الاقتراب منها، وفيما تضع الإدارة السورية عملية الخطف ضمن أطر أمنية بحتة لمعرفة أسباب تجول الشابين، يعيش أهالي الشابين حالةً من القلق والتوتر لكونهما من أبناء الطائفة الشيعية، وما قد يحمل ذلك من تبعات في حال حصل لهما أي أذى. هذا، وبدأ الجيش اللبناني وفاعليات المنطقة التواصل مع الإدارة السورية للوقوف على تبعات عملية الخطف وحل القضية في أسرع وقت قبل أن تتطور الأمور.