المصدر: Kataeb.org
الأحد 1 حزيران 2025 13:17:52
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف، وخصوصاً خلال الحرب الاخيرة التي عاشها لبنان. واشار الى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ الى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين.
واعتبر الرئيس عون ان ما يجري في غزة امر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع.
من جهته، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على ارتياحه لما شهدته الاوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الاخيرة، مشيراً الى ان هذا الشعور يخالج العراقيين جميعا. واكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الايجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق الى جانب لبنان.
مواقف الرئيسين عون ورشيد جاءت خلال القمة اللبنانية- العراقية التي عقدت في القصر الرئاسي العراقي (قصر بغداد) في العاصمة العراقية.
الوصول الى القصر الرئاسي
وكان الرئيس عون استهل زيارته الرسمية الى العراق، بلقاء نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي (قصر بغداد)، حيث استقبله الرئيس رشيد في استقبال على مدخل القصر، واقيمت مراسم الاستقبال الرسمية وتم استعراض ثلة من حرس الشرف، وصافح الرئيس اللبناني اعضاء الوفد العراقي الذين كانوا في استقباله، فيما صافح الرئيس العراقي اعضاء الوفد اللبناني المرافق لرئيس الجمهورية.
لقاء ثنائي
ثم عقد الرئيسان اللبناني والعراقي لقاء قمة استغرق نحو 30 دقيقة، تم خلاله عرض الاوضاع العامة في المنطقة، والجهود التي يبذلها البلدان لتعزيز الاستقرار والامن في ربوعهما.
لقاء موسع
ثم عقد لقاء موسع، استهله الرئيس العراقي بالترحيب بضيفه اللبناني في "بلده الآخر" العراق. وابدى الرئيس رشيد ارتياحه لما شهدته الاوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الاخيرة، مشيراً الى ان هذا الشعور يخالج العراقيين جميعا. واكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الايجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق الى جانب لبنان.
واستعرض الرئيس العراقي الاوضاع في العراق، مشدداً على اهمية التنسيق بين البلدين في كل المجالات، مشيراً الى توق العراقيين لعودة "ايام العز" الى الربوع اللبنانية، ليشاطروا اشقاءهم اللبنانيين الفرحة بعودة بلدهم الى المكانة التي تليق به، مع العلم ان العراقيين لم يغيبوا ابداً عن لبنان حتى في احلك الظروف واقساها.
ورد الرئيس عون، شاكراً للرئيس رشيد حفاوة الاستقبال. وقال" ان العراق هو بلدنا الثاني وان العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، واتيت الى بغداد اليوم لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم الى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم"، لافتاً الى ان اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة ولا سيما ارساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لازمة الكهرباء والطاقة بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الاخيرة، والعمل على اعادتهم الى بلدهم الام بمبادرة كريمة منهم. واشار الرئيس عون الى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ الى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين حيث يتم التنسيق بشكل دائم، وهو ما يقوم به المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير وباقي المسؤولين الامنيين في لبنان، مع الجانب العراقي.
ثم عدّد الرئيس عون الاصلاحات التي تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذها في شتى المجالات، وخصوصاً منها الاقتصادية والمالية، اضافة الى العمل على تحسين باقي الملفات ومعالجتها.
وتوقف عند الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان، واستمرار الاسرائيليين في احتلال النقاط الخمس داخل الاراضي اللبنانية، وعدم الانسحاب منها، والامتناع عن تسليم الاسرى، وهي كلها امور تقوّض جهود السلام واستكمال انتشار الجيش اللبناني تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي التزم به لبنان.
ثم تطرق الرئيسان الى الوضع في فلسطين، واتفقا على ضرورة انهاء الاجرام الذي تشهده غزة، وسياسة قتل الابرياء، وعلى ضرورة الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية وعدم السماح بتقويضها. وشدد الرئيس عون في هذا المجال على ان ما يجري هو امر غير مقبول، وانه على المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي.
ثم تطرق الحديث الى العلاقات مع سوريا، حيث اكد الرئيس عون على ان التنسيق قائم بين الجانبين على الصعيد الامني، لضبط الحدود وتفادي نشوء اشكالات جديدة كالتي حصلت في الفترة الاخيرة، وتعزيز التعاون الامني في هذا المجال بين البلدين لما فيه مصلحتهما معاً.
وجدد الرئيس اللبناني شكر العراق والعراقيين على مساندتهم الدائمة للبنان والرغبة في مساعدته في كل المجالات، ووجه دعوة الى الرئيس رشيد لزيارة لبنان عندما تسمح له الظروف بذلك.
وحضر اللقاء عن الجانب العراقي كل من: رئيس هيئة المستشارين والخبراء د. علي الشكري، مدير مكتب رئيس الجمهورية العراقي الفريق كهدار محمد سعيد، والمستشارون: عبد الله الزيدي، عدنان الجرجري، اسراء فؤاد.
فيما حضر عن الجانب اللبناني: السفير اللبناني لدى العراق علي حبحاب، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، والمستشارون: العميد اندريه رحال وجان عزيز ونجاة شرف الدين ،ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وبعد انتهاء اللقاء، ودّع الرئيس العراقي نظيره اللبناني الذي توجه مباشرة الى مقر رئاسة الحكومة العراقية للقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
مؤتمر صحافي مشترك
بعد اللقاء، أشار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أن منذ بداياتِ دولِنا في عشريناتِ القرنِ الماضي وصولاً حتى يومِنا هذا ظلت بيروتُ عاشقةً للسيّاب والجواهري ونازك الملائكة، وكلِ عمالقةِ الأدبِ العراقي الحديث وظلت بغدادُ تُنشدُ "موطني موطني"، من نغماتِ المُبدعِ اللبناني محمد فليفل وظلّ يرافقُنا في تلك المراحلِ كلِها، تحدّيان اثنان: أولاً، كيف نكرّسُ مفهومَ "الهوية الوطنية"، داخلَ كلِ بلدٍ من بلدانِنا بما يحققُ التوافقَ والتوازنَ الداخليين ووحدةَ الدولة معاً فتكونُ خصوصيةُ كلِ جماعةٍ من جماعاتِنا الوطنية التاريخية، محترمةً بالكامل ولا يكونُ أيُ انعزالٍ أو تطرّفٍ أو أفكارٍ هدّامةٍ نصونُ الحرية ضمنَ التنوّعِ والتعدّد ونحفظَ سلمَنا الأهلي من دون الانتقاصِ من فاعليةِ الدول. ثانياً، كيف نؤكدُ مبدأَ دولتِنا الوطنية السيدة، في محيطِنا وفي عالمِ اليوم بلا استعداءٍ لأحد ولا استتباعٍ لأحد فتكونَ كلُ دولةٍ من دولِنا، سيدةً حرةً مستقلةً فعلاً وتكونَ في الوقت نفسِه، جزءاً من إطارٍ إقليميٍ واسعٍ، للتعاونِ والتكاملِ والتبادلِ، حتى أقصى الحدود".
وتابع:" إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين في الأمرِ الأول، الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة أستلهمُه حرفياً، من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى، السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرينَ الثاني (نوفمبر) الماضي حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل إذ دعا "النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد اعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في مواقعِ المسؤولية ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها وتحكيمِ سلطةِ القانون وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات" انتهى كلامُ سماحتِه ولا نزيدُ عليه حرفاً".
وأضاف عون: " أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ فهذا ما أعلنتُه سابقاً واسمحوا لي بأن أكررَه نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا وتنميتِها ومضاعفتِها نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها وكما قلتُ في القاهرة أكررُ من بغداد قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط ثم نتوسّع هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم. السيد الرئيس، بهذه الرؤية، نحققُ خيرَ شعوبِنا وبلدانِنا وبهذه الرؤية، نرى فلسطينَ دولةً مستقلة ضمن سلامٍ عادلٍ شاملٍ لمنطقتِنا وهو ما نتطلّعُ إلى خطواتِه العملية عبر المؤتمرِ الذي دعت إليه كلٌ من الشقيقة، المملكلة العربية السعودية، والصديقة فرنسا، هذا الشهر في نيويورك والذي نؤكدُ اهتمامَنا به، ومتابعتَنا لتحضيراتِه ومجرياتِه ونتائجِه المرجوة. وبهذه الرؤية، نستعيدُ حقوقَ كلِ بلدٍ من بلادِنا فلا نكتفي بإدانةِ واجبةٍ، لاعتداءاتِ اسرائيلَ على لبنان، وعلى سوريا وتأكيدِ رفضِنا ما يُرتكبُ بحقِ المدنيين في غزة".
وقال:" السيد الرئيس الأخ العزيز، إن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق".
أما سوداني فشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات.
وأعلن تقديم دعم أولي 20 مليون دولار لدعم اعمار لبنان.
الرئيس عون زار البطريركية الكلدانية والتقى البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو وقبيل مغادرته بغداد، أجرى الرئيس عون اتصالًا بنجل المرجع الديني الأعلى، سماحة السيد علي السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، اطمأن خلاله على صحته وصحة والده، متمنيًا له الشفاء العاجل، على أمل أن تتاح له فرصة زيارته في وقت لاحق. وقد شكر السيد محمد رضا السيستاني الرئيس عون على مبادرته، متمنيًا له دوام التوفيق في مسؤولياته الوطنية.
وعاد الرئيس عون الى بيروت منهياً زيارة العراق.