المصدر: وكالة الأنباء المركزية
السبت 9 تشرين الأول 2021 14:56:01
العلاقة بين لبنان وسوريا لطالما كانت موضع تجاذب واهتزاز عبر التاريخ الى أن بلغت حد القطيعة أثر اغتيال الرئيس الشهيد رفق الحريري وانسحابها على الواقع اللبناني .ومنذ اندلاع الاحداث في سورية وما تبعها من انقسام محلي حول الموقف من دمشق كلفت الحكومة اللبنانية وللمرة الاولى احد اعضائها رسميا التواصل مع السلطات السورية للبحث في امور عالقة تتعلق بالرسوم على الشاحنات اللبنانية التي تعبر الاراضي السورية في طريقها الى الدول العربية علما ان الزيارات التي قام بها وزراء في الحكومة السابقة وقبلها كانت تتم بشكل شخصي او بموافقة شفهية من رئيس الحكومة
ففي الجلسة الحكومية الاولى في السراي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي عرض وزير الصناعة جورج دباكيان والزراعة عباس الحاج حسن للصعوبات التي تعترض الصادرات وتحديدا في ما يتعلق بكلفة النقل المرتفعة ولدى استفسار ميقاتي من وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية حول الاسباب شرح له الاخير ازمة الرسوم المرتفعة على الشاحنات اللبنانية التي تعبر سوريا الى الدول العربية، عندها طلب ميقاتي من وزير الاشغال التواصل مع الجانب السوري للبحث في حلول، مؤكدا ان لامشكلة لدينا في التواصل مع احد شرط عدم الاضرار بمصالح البلد الا ان حمية اصر على ان يجري الامر بتكليف رسمي، فوافق ميقاتي واكد له ان الحكومة تكلفه رسميا التواصل مع نظرائه السوري والعراقي والاردني والتركي وسجل ذلك في محضر الجلسة .
السؤال هل شرع هذا التكليف الرسمي الابواب امام عودة العلاقات اللبنانية_ السورية الى طبيعتها بعد تدرجها من مستشار وموفد خفي الى وزير، سيما وان رئيس الحكومة اكد ان لا مانع لديه من زيارة دمشق وسواها من العواصم التي للبنان مصلحة فيها، فيما التقارب العربي مع سوريا على قدم وساق؟
تقول الاوساط هنا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متحمس لمثل هذه الزيارة قبل نهاية عهده برفقة الوزير جبران باسيل، لكنه ينتظر الوقت لمناسب وضوءا اخضر اميركيا في ظل الارباك الراهن في موقف واشنطن التي اصدرت وزارة خارجيتها اخيرا موقفين متناقدين. فبعد ترحيب الخارجية بتطور العلاقات الاردنية _السورية قال متحدث باسم الوزارة ان واشنطن ليس لديها خطط حاليا للتطبيع او لرفع منسوب العلاقة مع حكمة الرئيس الاسد كما انها لاتشجع دولا اخرى على القيام بذلك .
نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يقول لـ "المركزية"في هذا الموضوع ليس غريبا على لبنان العودة الى سوريا بعدما فرضت المستجدات هذا الخيار في حين ان غالبية الدول العربية والاجنية قد سبقتنا الى ذلك .من هنا جاء التكليف الرسمي لوزير الاشغال لزيارة دمشق وحل أزمة الرسوم للشاحنات على بوابة العبور على الحدود البرية علما أن الرئيس ميقاتي كما لفت أكثر من مرة أنه منفتح على زيارة اي دولة للبنان مصلحة فيها .
وعن الموقف الاميركي الرافض لعودة العلاقات الى طبيعتها بين البلدين، يقول الفرزلي "على لبنان أن يرى مصلحته ويتبعها سيما وأنه في هذه الفترة يحتاج الى كل مساعدة ويد تمتد له للنهوض .