عون: ملتزمون بسلسلة من الإصلاحات الإدارية والمالية...وتأكيد رئاسي على إجراء الإنتخابات في موعدها

إستقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون وفدا من رجال الاعمال وممثلي الشركات الفرنسية التي تعنى بشؤون إعادة الاعمار وتحديث المدن "ميديف"، برئاسة رئيس المؤسسة جيرار وولف، الذي القى في مستهل اللقاء الكلمة التالية:

"يشرفني ان نكون اليوم عندكم، فخامة الرئيس، وفدا كبيرا بهذا الحجم، اعضاؤه يمثلون نحو 80 % من كبريات شركات القطاع الخاص الفرنسي. وجودنا اليوم، دليل على مدى إيماننا بأنه آن أوان إعادة بناء شراكة وثيقة مع لبنان، ونحن ندعم هذا التوجه أكثر فأكثر. كما اننا نعرف انه حتى في تكوين اللبنانيين الجيني فإنَّهم يهوون التجديد والإبتكار ويتقنونهما". 
وبعد ان قدّم وولف تعريفا وجيزا عن أبرز مشاريع ميديف في لبنان بالتعاون مع البنك الدولي، أوضح ان "التنسيق قوي وراسخ مع السفارة الفرنسية بخصوص الإلتزام المشترك تجاه لبنان".

وتابع ان "التعاون الذي تتطلع اليه ميديف في لبنان يشمل المؤسسات المالية فيه، وأوجها عدَّة وليس فقط في ما خص المشاريع في مرفأ بيروت"، لافتا الى ان" التعاون وثيق في هذا الإطار مع البنك الدولي"، وكاشفا انه في آخر التقارير الصادرة عن البنك الأسبوع الماضي، فقد إرتفع تصنيف مرفأ بيروت لجهة الفاعلية والإنتاجية من المرتبة 230 عالميا خلال السنتين المنصرمتين الى المرتبة 56 عالميا، بفضل التعاون القائم مع ميديف، "وهذا يشجع شركات فرنسية عدة على الإستثمار في إعادة إعمار المرفأ ككل، والمساهمة في شراكات على مستوى لبنان ككل وليس فقط العاصمة". 

وأشار وولف الى انه "بالإمكان عقد شراكات مع القطاع الخاص في لبنان، في ما خص أي مشروع يمكن ان يعود بالخير على لبنان والشراكة بين فرنسا ولبنان". 

الرئيس عون، أكد من جهته أن" وجود ممثلين عن القطاع الفرنسي الخاص في لبنان، يعبّر عن عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين فرنسا ولبنان، والمبنية على الثقة والدعم والتكامل".
وقال:"رغم التحديات العميقة التي مرّ بها لبنان في السنوات الماضية، فإننا اليوم أمام مفترق طرق جديد، نرسم فيه ملامح مستقبل أكثر استقراراً وعدالة وازدهاراً"، معتبراً أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة، يشكّلان خطوة أولى في مسار النهوض، "ونحن ملتزمون بسلسلة من الإصلاحات الإدارية والمالية، من أجل بيئة استثمارية حديثة، واضحة، وآمنة. وقد اتخذنا مجموعة من الخطوات الإصلاحية حتى الآن ونسعى الى إنجاز ما لم يتحقق بعد".
وشدد الرئيس عون أمام الوفد على أن" لبنان لا يحتاج فقط إلى إعادة إعمار البنية التحتية، بل إلى إعادة بناء الثقة، والنظام، والاقتصاد".

وقال:"نحن نبحث عن شراكات مستدامة، لا مساعدات ظرفية. نريد استثمارات تنتج فرص عمل، وتعيد الأمل لشبابنا. ونرحب خصوصاً بالمستثمرين الفرنسيين، وأنا على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم لهم لتسهيل أعمالهم في لبنان". وأضاف:" نريد منكم أن تكونوا شركاء في هذا التحوّل، ليس فقط عبر المشاريع، بل عبر نقل الخبرات، وتأهيل الكوادر، وتعزيز الابتكار".

مجلس إدارة تلفزيون لبنان
واستقبل الرئيس عون رئيسة مجلس الإدارة - المديرة العامة لــ " تلفزيون لبنان" الدكتورة اليسار نداف وأعضاء مجلس الإدارة السادة محمد نمر، شارل سابا، علي قاسم، السيدة ريما خداج حمادة، وغابت السيدة جنان ملاط لوجودها خارج البلاد.
في مستهل اللقاء شكرت الدكتورة نداف الرئيس عون ومجلس الوزراء على الثقة التي اولوها لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة، مؤكدة بان " تلفزيون لبنان سيظل الشاشة الوطنية الجامعة وسيتوجه اكثر فاكثر الى الجيل الشاب ويواكب التطور التقني والإعلامي"، متمنية على المسؤولين المساعدة في تحقيق نهوض الشاشة التي يتابعها اللبنانيون منذ سنوات وعادوا اليها بعد انقطاع. وأشارت الى ان مجلس الإدارة الجديد في صدد اجراء تعديل في الهيكلية الجديدة لادخال دم جديد الى الشركة، والى وجود شراكات وهبات للمساعدة في خطة النهوض ، وذلك نظرا للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد وموازنة الدولة. وتحدث عدد من أعضاء المجلس عن الخطوط العريضة للتوجهات التي ينوي مجلس الإدارة اعتمادها مؤكدين على الدور الوطني لــ " تلفزيون لبنان".

ورد الرئيس عون مهنئا رئيسة مجلس الإدارة والأعضاء متمنيا لهم التوفيق في مسؤولياتهم وقال ان " تلفزيون لبنان" هو محطة الدولة اللبنانية، والمحطة الام التي توالدت من خلالها محطات تلفزيونية أخرى، أي انها الأساس في الشاشة الصغيرة في لبنان، مؤكدا ان الدولة عازمة على تمكين " تلفزيون لبنان" من النهوض من جديد وتوفير الحاجات الضرورية لذلك ليكون اعلاما وطنيا.

وتناول الرئيس عون موضوع حرية الاعلام فاكد انه" مع الحرية الإعلامية شرط الا تستعمل على نحو يسيء، وان لها سقفا لا يمكن تجاوزه وهو الامن الوطني اذ من غير الجائز ان تستغل حرية الاعلام للتحريض على رموز الدولة او الترويج للنعرات الطائفية او الإساءة الى دول شقيقة وصديقة تقف الى جانب لبنان". وقال : " نحن مع النقد البناء ولسنا مع الهدم لان دور الاعلام ان يكون معمرا لا هداما".

وقال رئيس الجمهورية : " تلفزيون لبنان ليس مجرد وسيلة إعلامية، بل هو جسر العبور الحقيقي بين الدولة بكل مؤسساتها والمواطن اللبناني، ويجب ان يكون شريكا امينا في ممارسة المواطنية والناقل الصادق لهموم الناس وتطلعاتهم". وختم داعيا أعضاء مجلس الإدارة الى العمل كفريق عمل واحد " لان النجاح يبنى على التعاون".

وبعد اللقاء، أدلت الدكتورة نداف بالتصريح التالي الى الصحافيين: "قمنا اليوم بزيارة بروتوكولية الى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انا ومجلس إدارة تلفزيون لبنان الجديد المعيَّن، وأطلعناه على خطة عمل التلفزيون الجديدة والإستراتيجية التي وضِعت للنهوض بهذه المؤسسة."
 اضافت: "لقد أطلعنا كذلك فخامة الرئيس على مجموعة من الخطوات التي سيقوم بها مجلس الادارة على الصعيد التقني وفي ما يتعلق بالبرامج ونشرات الأخبار. وتمنينا على فخامته المزيد من الدعم للتلفزيون، وشكرناه على ثقته بهذه الشاشة الوطنية والتي ستبقى وطنية جامعة، كما قلنا لفخامته. كذلك تمنينا المزيد من الدعم لنا من قبل الحكومة في مجالات عدة لمساعدة التلفزيون على النهوض".
وختمت بالقول: "لقد شكرنا فخامة الرئيس على دعمه المستمر في المجالات كافة، وعلى مواقفه الوطنية. وهو بالمقابل تمنى لنا الخير والمزيد من التقدم".
سئلت: لقد تحدثتم عن خطة، فما هي أولوياتها، وما هو الدور المقبل لتلفزيون لبنان؟ 
اجابت:" بعد 24 سنة فراغ في مجلس إدارة تلفزيون لبنان، هنالك العديد من الأولويات أهمها: اوضاع موظفي التلفزيون بالإضافة الى وضع هيكلية جديدة له وبرامج جديدة ونشرات الأخبار. وعلى الصعيد التقني، هنالك الكثير من الأولويات للعمل في هذا الإتجاه، خصوصا وأن التلفزيون بعد كل هذه الفترة لم يواكب التطور الحاصل على الصعيد التكنولوجي والإعلامي". 
سئلت: هنالك عائق واضح امام تقدم تلفزيون لبنان وهو التمويل، فهل بدأ البحث بتأمين هذا التمويل؟
 أجابت: "هنالك العديد من الشراكات التي بدأنا العمل عليها مع بعض الشركاء المحليين والأجانب والمنظمات الدولية التي سوف تدعم تلفزيون لبنان. ونحن نعلم انه علينا القيام بالكثير من الجهد اليوم لكي نتمكن من ملء الفراغ الذي حصل خلال 24 سنة. لكننا بدأنا العمل، وسوف نوقِّع بعض الشراكات والعقود كما أنَّنا سنعلن عن الخطوات اللاحقة في لقاء مع الإعلاميين". 

كذلك استقبل الرئيس عون النائب ملحم الرياشي، وعرض معه للتطورات السياسية في البلاد وللاستحقاق النيابي المقبل في ضوء جلسات مجلس النواب.

وبعد اللقاء، قال الرياشي: "في كل الأوضاع العصيبة التي يمر بها البلد نتفاءل اكثر واكثر بعد لقاء رئيس الجمهورية بأن كل هذه الأوضاع ليست بمستعصية. وأكد لي الرئيس عون أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، وهو مصر إصرارا كاملا على اجرائها في موعدها، وهذا الإصرار سيؤدي في النهاية الى عدم تأجيلها لأي سبب كان. وكان التوافق على المشروع الأساسي المتمثل بالانتخابات التي تشكل حجر الزاوية للبلد وديموقراطيته".

سئل: لقد فرضتم كفريق سياسي حصرية السلاح في يد الدولة، فلماذا لا تفرضون اليوم قانوناً جديداً للانتخاب في مجلس الوزراء؟ كما أنكم متهمون بتعطيل الجلسات التشريعية.

أجاب: "أبدا، ليس هناك من تعطيل للجلسات التشريعة، وما حصل هو رسالة من اجل تحريك المياه الراكدة في ملف الانتخابات النيابية لان المهل بدأت تنتهي، ونحن خائفون من أن تنتهي، فيما نراوح مكاننا. أما في ما يتعلق بحصرية السلاح، فهذا موضوع آخر. وبوجودنا في الحكومة، سنصر على تمرير مشروع قانون للانتخابات النيابية يعدل المادة 112 لمصلحة المغتربين اللبنانيين".

سئل: هل تأجيل الانتخابات النيابية بات أمرا وقعا؟ وهل أنتم مع التمديد لمجلس النواب؟

أجاب: "نحن وفخامة الرئيس ضد التمديد لمجلس النواب حتما وحكما، وفخامة الرئيس مصر على إجرائها في موعدها".

سئل: كيف تنظرون إلى ما جرى على صخرة الروشة وطريقة التعاطي، وتحديداً في الجانب الأمني؟

أجاب: "الموضوع أصبح وراءنا، فلننظر الآن إلى الامام ولنعط من منبر رئاسة الجمهورية الموضوع الذي يجب أن نعطيه حقه".