عون يعالج إلغاء زيارة هيكل لواشنطن

تدخل البلاد اليوم في إجازة عيد الاستقلال، من دون احتفالات غير عادية، وفي ظل اشتداد الاختناق الداخلي، وسط «رعونة» عدوانية اسرائيلية، وشبه تخلٍّ دولي، ما خلا الموقف السياسي الوجداني لفرنسا التي طالبت اسرائيل بوقف الانتهاكات للقرار 1701، والتعديات على السيادة اللبنانية، وعدم احترام قرار وقف النار، الذي يلتزم به لبنان التزاماً كلياً..
 
وذكرت مصادر دبلوماسية لـ «اللواء» ان دور فرنسا لم ينتهِ في لبنان ولم يتراجع في مساعدة لبنان وضبط الامور في الجنوب حتى نقول انه عليها تفعيل دورها وفعاليتها في لجنة الميكانيزم، وهي تعمل بجدية وتأخذ ملاحظات لبنان على عمل اللجنة لدعم موقف لبنان في اللجنة، كما ان قوات اليونيفيل ما زالت على الارض وتقوم بعملها بشكل ناشط، لكن بعض الدول تأخذ على لبنان عدم صدور تقارير واضحة ومفصلة بالارقام خاصة عن الجيش عما قام وأنجزه وما سيقوم به لاحقاً ليس في جنوب نهر الليطاني فقط بل في كل لبنان كما تعهدت الحكومة خلال المهلة التي حددتها بنهاية هذا العام. ومتى قام الجيش بتسليم كل المعطيات المفصلة فهذا سيشجع الدول المانحة على تقديم الدعم في مؤتمر دعم الجيش الجاري التحضير له.
 
وعلى خطٍ آخر،  افيد ان مصر بصدد تفعيل مبادرتها حول إنهاء الازمة في الجنوب والتوصل الى تطبيق وقف اطلاق النار، وأن وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور لبنان في فترة قريبة.  
 
ولم يطرأ أي جديد حول القرار الاميركي إلغاء مواعيد قائد الجيش العماد رودولف هيكل في واشنطن وإلغاء زيارته لها، برغم استمرار المتابعات والاتصالات لمعرفة حقيقة خلفيات القرار واسبابه. ولكن حسب معلومات «اللواء»، لم يصل الى المسؤولين الرسميين ما يوحي او يشير الى وقف الدعم الاميركي عن الجيش، وأن كل ما يقال هو تحليلات وإجتهادات وليس امراً واقعاً. 
 
واعتبر مصدر عسكري لبناني ان الجيش ملتزم بالخطة وفقاً للجدول الزمني الذي يعرفه الاميركيون والاطراف المعنية.. معتبراً أن نزع سلاح حزب قبل نهاية العام أمر يستحيل، متخوفاً من أن تمهد الضغوط الاميركية لحصول ضربات اسرائيلية تصعيدية.
 
وبات الملف برمته في عهدة الرئيس عون وقيادة الجيش، لمعالجة الموقف، الذي وصف «بالعابر» وبأنه لن يؤثر على مسار العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة.
 
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية امس: إن باريس قلقة بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وإنها تدعو الجيش الإسرائيلي أيضا إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
 
وأضاف المتحدث:«نحن قلقون بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان. نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب. موقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر 2024.
 
واكدت الخارجية الفرنسية: اننا نعمل مع واشنطن على تخفيف التوتر بين إسرائيل ولبنان.
 
وفي السياق،  استقبل الرئيس جوزيف عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع الساعة، لا سيما منها التطورات في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعمل لجنـة «الميكانيزم»، إضافة الى مواضيع تتناول العلاقات اللبنانية- الفرنسية.
 
وعند الساعة الثامنة من مساء اليوم، يوجه الرئيس عون، رسالة الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال في ذكراه الـ 82، يضمنها مجموعة من النقاط التي أثارها في مستهل جلسة مجلس الوزراء، حيث أعرب عن أمله أنه يحل عيد الاستقلال في السنة المقبلة من دون وجود أي شبر محتل من الأراضي اللبنانية، وكشف عن ضريح في طرابلس لحوالي 14 طفلاً استشهدوا برصاص الانتداب خلال تظاهرة للمطالبة بالاستقلال، مطالباً بتكريمهم.