عون يلتقي الملك عبدالله.. ولودريان يبدأ مهمة جديدة والتمديد لليونيفيل أبرز المواضيع

خيَّم القلق والترقُب على ايام عيد الاضحى المبارك في المناطق التي كانت عرضة للعدوان على الضاحية الجنوبية وبعض قرى الجنوب - شمال الليطاني، نظراً للمخاوف من استهدافات اسرائيل كالعادة للمواطنين الذاهبين بين القرى او من العاصمة الى مدنهم وقراهم لتفقد ما تبقى من منازلهم واهاليهم وسط حضور ملحوظ «لليونيفيل» والجيش، حيث تشتد الحملة على دور وحدات حفظ السلام العاملة في جنوب الليطاني، وتتبرع وسائل اعلام اسرائيلية للكشف عن توجُّه اسرائيلي - اميركي لترحيل «الطوارئ» التي لا حاجة اليها بعد، وذلك عشية التحضيرات الجارية لتمديد ولاية القوة الدولية، لكن مصدراً في الخارجية الاميركية نفى علمه بما تضمنته التقارير الاسرائيلية.
وكشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه بحث الوضع في لبنان مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، في ضوء التصعيد الاسرائيلي ضد الضاحية الجنوبية، والاتصالات الجارية لتمديد انتداب قوة حفظ السلام لولاية جديدة.
ولئن كانت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي من المتوقع ان يصل الى بيروت اليوم، في اطار مهمة تتعلق بالوضع في لبنان في اطار ما يجري في الشرق الاوسط (مع الاشارة الى ان فرنسا لا تزال تدعم بقوة وجود اليونيفيل والتمديد لها) فإن الاجتماع الذي يعقد في السراي الكبير اليوم، سيوضح مسار اعادة الاعمار في الجنوب والضاحية الجنوبية.
واليوم، تعود الحركة الرسمية والسياسية الى طبيعتها بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، واول غيثها، مغادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.هي الاخيرة له حتى الان من ضمن جولاته العربية لشكر قادتها على دعم لبنان. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة. وعلمت «اللواء» ان الرئيس سيثيرموضوع استئناف مشروع جر الكهرباء من الاردن والغاز من مصر عبر الاردن وسوريا، وموضوع دعم الاردن للجيش اللبناني الذي سبق ووعد به الملك عبد الله خلال لقائه بالرئيس عون في قمة القاهرة.
ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي يضم وزير الخارجية يوسف رجي والمستشارين وينضم له القائم بأعمال السفارة اللبنانية في عمان جورج فاضل وتستمر زيارته ساعات ويعود بعد الظهر الى بيروت.
 وبعد زيارة عون يغادر رئيس الحكومة نواف سلام الى نيويورك الاثنين المقبل لتمثيل لبنان في مؤتمر «حل الدولتين» الذي ترعاه منظمة الامم المتحدة واعدت له كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا في اطار مسعى الدولتين لوقف الصراع والحرب على غزة.
وفي هذه الاثناء يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ويلتقي رئيس الجمهورية مساء بعد عودته من عمّان، وقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سلام ظهرا في السرايا الحكومية،كما يلتقي وفداً من حزب االله.
ولم يعرف ما اذا كان الموفد الاميركي الى سوريا توماس باراك وهو من اصل لبناني (من عائلة برّاك) سيزور بيروت بعد الاستغناء عن خدمات الموفدة مورغان اورتاغوس، وما الذي سيحمله معه، وسط تسريبات «محلية بأنه يحمل رسالة شديدة االلهجة حول ضرورة البت بموضوع سلاح حزب االله»، لكن حسب معلومات «اللواء» لم تتوافر اي معلومات رسمية عن زيارته ولم يتم تحديد اي موعد للزيارة. كما لم يتلقَ المسؤولون اي اشارات عن «رسالة شديدة االلهجة» سوى من الاعلام.
 وعلى هذا لن تكون جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب انشغالات وسفر الرؤساء، ولاسيما وأن طبخة التعيينات في بعض المراكز لم تنضج بعد لا سيما لجهة تعيين نواب حاكم المصرف المركزي والتعيينات والتشكيلات الدبلوماسية.
وأشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» الى ان لقاء رئيس الجمهورية مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المرتقب بعد عودة الرئيس عون من زيارته الى الاردن يتناول مجموعة ملفات في مقدمها اعادة الأعمار واتفاق وقف اطلاق النار والعلاقات بين البلدين،واكدت ان هذه الزيارة محصورة بملف الإعمار ودور فرنسا في هذا المجال لاسيما التحضير لمؤتمر في هذا السياق.
ورأت ان فرنسا على التزامها بدعم استقرار لبنان ومؤسساته الشرعية، وهي مسألة ثابتة ولا تتبدل.
وعلم ان هناك سلسلة زيارات ديبلوماسية يشهدها لبنان في فترة قريبة عنوانها الحد من التوترات والإستفسار عما تحقق على صعيد تسليم السلاح والإصلاحات.
الى ذلك، تردد ان جلسة مرتقبة للحكومة هذا الاسبوع على ان أية معلومات بشأنها لن تسرب وفق القرار الاخير القاضي بعدم التسريب.
وفي الموازاة، فان تسريب المعلومات حول نية واشنطن والعدو انهاء مهمة اليونيفيل في الجنوب يطرح في اطار التمهيد لتكريس النفوذ والتواجد الأميركي المباشر داخل لبنان كبديل عن دور اليونيفيل،ما يُشكّل انتهاكًا خطيرًا للسيادة الوطنية وتحجيماً فعليًا لدور الجيش اللبناني..وفي معلومات خاصة جدا، فان واشنطن ابلغت المعنيين ايضا ان استمرار اليونيفيل سيكون مشروطا بتوسيع مهامها وتنفيذها تحت اشراف قيادة اللجنة الخماسية دون مؤازرة الجيش او العودة للدولة اللبنانية.
وتلقّت الدولة اللبنانية خلال الساعات الماضية تحذيرات واضحة من جهات دولية تطالب بـنزع سلاح فصائل المقاومة داخل المخيمات، تحت ذريعة قصفها من قِبل العدو اذا لم تنفذ الدولة هذا المطلب بشكل فوري.
ما يتمّ رسمه للبنان، بحسب مصدر في الثنائي، ليس مجرد عملية عسكرية، بل استنزاف من المرجح ان يتوسع اكثر، وهدفه كسر الإرادة السياسية اللبنانية، ودفع لبنان إلى خيارات خطيرة أبرزها: التوطين، التطبيع، والتخلي عن عناصر السيادة بحجّة الاستقرار أو المساعدات الدولية.
وختم المصدر بالتأكيد أن لبنان أمام مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل استمرار التصعيد الاسرائيلي الذي لا يبدو انه سيتوقف قريبا، مشيرا الى ان هذا التصعيد قد يفتح الباب مجددا امام عودة الحرب الشاملة.