عون ينتظر الردّ الإسرائيلي ويفترق عن منطق الحزب

تتمحور الخيارات اللبنانية على المستوى الرسمي على نحو قاطع باتجاه التفاوض، حيث أعلن الرئيس جوزاف عون ان لبنان ما يزال ينتظر جواباً اسرائيلياً على اقتراحه، الذي دعمه بمعادلة جديدة مؤداها ان «منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا ان نذهب الى قوة المنطق»، مضيفاً «اذا لم نكن قادرين على الذهاب الى حرب، والحرب قادتنا الى الويلات، وهناك موجة من التسويات في المنطقة ماذا نفعل؟».


وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان زيارة مستشارة الرئيس الفرنسي الى بيروت استطلاعية وفي الوقت نفسه تحمل معها تأكيدا متجددا بدعم فرنسا للبنان واستعدادها للعب اي دور، واشارت الى انه في الوقت نفسه ستستمع المسؤولة الفرنسية من القيادات التي تلتقيها الى بعض التفاصيل، مع العلم انها تأتي بعد فترة من انقطاع زيارات فرنسية رفيعة المستوى الى بيروت.


الى ذلك، توقفت المصادر عند مواقف رئيس الجمهورية امام نقابة المحررين لاسيما حديثه عن وجود بعض اللبنانيين الذين يبثون السموم في الولايات المتحدة الأميركية ما يطرح اسئلة عن ماهية الشخصيات التي يقصدها الرئيس عون.
ولئن كان اجتماع «الميكانيزم» امس تخالله مطالب متبادلة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، فطلب الفريق اللبناني بوقف الاعتداءات والانتهاكات، في حين كان الفريق الاسرائيلي يطالب الجيش اللبناني بتفتيش المنازل جنوبي الليطاني.. وهذا طلب مستغرب، وفيه من  عدم احترام الميكانيزم ما فيه من وقاحة، في ظل استمرار الاعتداءات.


كان لبنان ينتظر الحركة الدبلوماسية الدولية والعربية للمساعدة في إلجام اسرائيل واعلان الدعم للموقف اللبناني، وسط معلومات عن تواجد اجهزة مخابرات دولية في بيروت.
وبإنتظار ان تقوم الميكانيزم بما عليها لوقف الخروقات، تزور آن كلير لوجاندر مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، وفق ما كشف مصدردبلوماسي. وأوضح المصدر أن مستشارة الرئيس الفرنسي ستلتقي الرؤساء الثلاثة اليوم الخميس لبحث التهدئة في الجنوب وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات.كما أكد أن فرنسا تسعى لتثبيت التهدئة بلبنان وحض إسرائيل على وقف الاعتداءات. وأشار المصدر إلى أن مستشارة ماكرون ستبحث في بيروت مساري حصر السلاح وإلاصلاحات، ووصفت زيارتها بأنها لمهمة دبلوماسية عاجلة.


وفي المواقف الرسمية، أكد رئيس الجمهورية ان لبنان لم يتسلم بعد اي رد اسرائيلي على خيار التفاوض الذي كان قد طرحه لتحرير الارض. وقال خلال استقباله وفد نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي: إذا لم نكن قادرين على الذهاب الى حرب، والحرب قادتنا الى الويلات، وهناك موجة من التسويات في المنطقة، ماذا نفعل؟ 


وحول الوضع في الجنوب قال: كلمة حق تقال..حزب الله لا يتعاطى في منطقة جنوب الليطاني، والجيش وحده يقوم بواجباته على اكمل وجه. فكيف يكون مقصرا على ما يصر البعض على تسويق هكذا إدعاء؟ وهل تنسون مهام الجيش الاخرى مثل مكافحة الإرهاب والمخدرات وحفظ الأمن وضبط الحدود والسهر على امن المهرجانات... وغيرها من المهام التي يتولاها الجيش ايضا؟ الا يرون ان نحو اربع خلايا إرهابية تم توقيفها من قبل الجيش والأجهزة الأمنية؟ كلمة حق تقال أيضا هناك عمل جبار يتم تحقيقه من قبل الجيش والقوى الأمنية. والخارج يشيد بنا، الا في بعض الداخل عندنا» .


وطمأن الرئيس عون الى ان الكلام عن «تلزيم» لبنان الى سوريا غير مبرر ولا داع له، مشيراً الى ان استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان. 


واعتبر ان الدعوة الى حوار وطني قبل اجراء الانتخابات النيابية، هو بمثابة «حوار طرشان»، مشدداً على اصراره ورئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونواف سلام على حصول الانتخابات في موعدها، لافتاً الى ان على مجلس النواب ان يقوم بدوره في هذا الاطار.