المصدر: الديار
الكاتب: أميمة شمس الدين
الثلاثاء 13 شباط 2024 08:27:14
عادةً الشتاء نعمة. هذا في البلدان الطبيعية، أما في لبنان فالشتاء أصبح نقمة طوفانات انهيارات في الكثير من المناطق اللبنانية، و منها طريق ضهر البيدر و ما شهده من انهيارات حيث أدّت العاصفة الأخيرة إلى انهيار خطر على طريق ضهر البيدر، الذي يُعدّ شرياناً رئيسياً في ما يتعلّق بالتجارة ونقل البضائع والمنتجات الزراعية من البقاع إلى الساحل وبالعكس.
وبناء على المعطيات الجديدة التي تفيد عن حصول انزلاقات جديدة بالتربة على طريق عام ضهر البيدر، أعلن محافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده منع مرور الشاحنات منعا باتا على طريق ضهر البيدر وذلك إلى حين التأكد من سلامة الطريق.
و لاحقاً اتخذ أبو جودة قراراً يقضي بالسماح للشاحنات بالعبور على طريق ضهر البيدر الدولي من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثانية من بعد الظهر للشاحنات المتوجهة من بيروت نحو البقاع، ومن الساعة الثانية من بعد الظهر وحتى السابعة مساءً للشاحنات المتوجهة من البقاع نحو بيروت.
ومع أنه مع كل "شتوة" يتكرر المشهد على طرقات لبنان ومنها ضهر الببدر الذي بات يشكل خطراً على السلامة العامة وعلى الحركة التجارية، فالدولة تعمد إلى حلول ترقيعية دون العمل على إيجاد حل نهائي يجنّب المواطنين المآسي والمخاطر، وهذا الحل ممكن إذا وجدت الإرادة السياسية والتوافق السياسي كما يقول رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي، الذي شدد على ضرورة توسعة طريق ضهر البيدر والعمل على إنجاز الأوتستراد الذي يربط البقاع بالعاصمة بيروت وإنشاء نفق.
ويقول الترشيشي في حديثه للديار طريق ضهر البيدر هو أحد الطرقات السبعة التي توصل منطقة البقاع بمنطقة الساحل و بيروت ( القبيات، الهرمل، حدث بعلبك، العاقورة، حدث بعلبك كفرذبيان، طريق زحلة ترشيش، طريق ضهر البيدر، طريق جزين صيدا، طريق راشيا مرجعيون) .
ووفق الترشيشي نظرياً طريق ضهر البيدر هو الأقرب مسافةً إلى بيروت وأقل ارتفاعاً من غيره، و هو طريق معتمد كترانزيت للدول العربية أو للوصول بأسرع وأقل وقت ممكن إلى العاصمة بيروت، لافتاً أنه لطالما كانت تمر عبر هذه الطريق كل حاجات الدول العربية وكل البضائع التي كانت تصل إلى مرفأ بيروت " وكانت تمر آلاف الشاحنات يومياً ترانزيت إلى الدول العربية ".
وعن أهمية طريق ضهر البيدر اليوم بالنسبة للبقاعيين والتجارة قال الترشيشي يصل إلى البقاع وعبر طريق ضهر البيدر كل ما نستورده كالمحروقات والطحين والمعدات الزراعية والأسمدة والأدوية والبذور إضافةَ إلى الرخام وكل ما هو مستورد من الخارح يأتي عبر طريق ضهر البيدر.
وتحدث الترشيشي عن تقصير الدولة اللبنانية حيال طريق ضهر البيدر وأهالي البقاع، مستغرباً عدم إقامة اوتوستراد يصل العاصمة بيروت بالبقاع إسوةً بباقي المناطق، بالرغم من أن هناك قروضاً من الصندوق الكويتي وشركات خاصة تقدمت لالتزام طريق ضهر البيدر من دون أن تدفع الدولة أي ليرة، كاشفاً ان " السمسرات كانت دائماً العائق الذي يحول دون التنفيذ"، لافتاً إلى أن إقامة نفق يحل مشكلة طريق ضهر البيدر إلى الأبد نظراً لدرجات الحرارة المنخفضة في المنطقة.
ووفق الترشيشي الكارثة الكبرى اليوم الانهيارات التي شهدها طريق ضهر البيدر بسبب العاصفة والأمطار والثلوج مما أدى إلى قطع الطريق، و " اعتماد طريق ترشيش التي هي كطريق الموت بالنسبة للشاحانات وهو غير مهيأ لحمولة الشاحنات"، معتبراً أن اعتماد طريق ترشيش أو طريق مرجعيون أو أي طريق آخر كطريق بديل دائم أكبر جريمة سيما في أيام الشتاء.
وشدد الترشيشي على ضرورة توسعة طريق ضهر البيدر والعمل على إنجاز الأوتوستراد الذي لم يتبق إلا قسم صغير منه لم يُنجز بعد (حوالى ٢٠ كلم)، مشيراً أن الأمر يحتاج إلى توافق سياسي.
واعتبر الترشيشي القرار بمنع الشاحنات من المرور على طريق ضهر البيدر أثناء العاصفة قرارا ظالما وجائرا، مشيراً أن القرار الثاني الذي حدد وقت مرور الشاحنات أفضل نوعاً ما، مشدداً على ضرورة أن يكون هذا القرار مؤقتاً لفترة وجيزة وليس دائماً، مؤكداً أن تنظيم عمل الشاحنات عل طريق ضهر البيدر أمر ضروري إن كان في فصل الشتاء أو في فصل الصيف لأن كثافة السير على هذه الطريق تشكل خطراً لأن الطريق أقيم لربع عدد السكان الموجودين حالياً.
وإذ تمنى الترشيشي على محافظ البقاع أن يدعو إلى اجتماع مع الفعاليات الاقتصادية في البقاع من أجل الوصول إلى حلول عملية وأقل خطراً و تنظيم مرور الشاحنات على طريق ضهر البيدر، طلب من الدولة اللبنانية إنجاز الأوتوستراد بين البقاع وبيروت وإنشاء نفق .