فاتَكَ أن الرئيس عون اتصل بغادة عون فأُقفل الملف...

توقّف النائب حكمت ديب خلال مقابلة له في برنامج "صار الوقت" عبر الـ mtv عند إنجازات وزارة الطاقة وفريقه السياسي في مسألة الفيول المغشوش وعقود شركة سوناطراك.
فات السيد ديب أن هذا الملف أثير أمام القضاء عام 2020 وليس في أول أسبوع استلم فيه فريقه السياسي وزارة الطاقة والمياه، لا بل سكت وزراء التيار 12 عامًا على هذه الإرتكابات ونسي أيضا أن الوزير جبران باسيل هو بطل التجديد لهذه الشركة عام 2011 عندما احتدّ في مجلس الوزراء رافضًا التدخل في ملفات وزارته التي تسيّر أعمالها من دون هيئة ناظمة خلافا للقانون، واستمر الإشراف والسهر على سير الأمور كما رسمت، خلال تولي من خلف باسيل من مستشارين برتبة وزير.
المؤسف يا سيّد ديب هو استمراركم في مسرحية الدجل السياسي الذي كلّفنا مليارات الدولارات من الهدر والسرقة في وزارات الدولة بشكل عام وفي وزارة الطاقة والمياه تحديدا، لا بد من تذكيرك يا سيد ديب أن وزير الطاقة ريمون غجر، الذي سمّاه رئيس تيارك السياسي جبران باسيل وزيرا في حكومة حسّان دياب، وفي البرنامج نفسه أي "صار الوقت" مع الزميل مارسيل غانم، وعندما سُئل عن ملف الفيول المغشوش قال "بعضمة لسانه" أن جزءًا كبيرا من هذا الملف سياسي وأن "رئيس الجمهورية ميشال عون وعندما اقتربنا من العتمة اتصل بالقاضية غادة عون فجمّدت الملف".
لم يصدر أي نفي من دوائر القصر الجمهوري بعد هذا التصريح الفضيحة لقضاء من المفترض أن يكون مستقلا عن السلطة السياسية عملا بمبدأ فصل السلطات التي قامت على أساسه مؤسسات هذه الدولة، ما يؤكد صحّته.
ونذكر جيدا كيف اقتصرت المحاسبة في ملف الفيول على الكيد السياسي وزجّ أسماء الموظفين المحسوبين على الخصوم السياسيين، وأسماء أصحاب شركات خاصة، لمجرد أن خلافا سياسيا استعر بين أفرقاء الصف الواحد، أي كارتيل المافيا والميليشيا، فضاعت حقيقة الملف وانتهينا بـ"لا يموت الديب ولا يفنى الغنم" يا سيّد ديب.
كفّوا عن الشعب اللبناني شرّ انجازاتكم وارحلوا عنّا، يكفينا دمارا إقتصاديا وماليا وإجتماعيا وبيئيا وصحيا وأمنيا. إرحلوا قبل أن يصبح الرحيل ترفا بعيد المنال، فالشعب الثائر كالنهر الجارف، لن يتراجع قبل الإطاحة بكارتيل المافيا والميليشيا وقبل النهوض بلبنان الجديد.
جيلبير ج. رزق