المصدر: النهار
الكاتب: باولا عطية
الأربعاء 16 نيسان 2025 12:08:27
في خضمّ أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة المنعقد في بيروت، والذي يجمع نخبة من المسؤولين والخبراء من الدول العربية، كان لـ"النهار" لقاء خاص مع وزير التنمية الإدارية في لبنان فادي مكي، الذي سلّط الضوء على التحديات الهيكلية والإدارية التي تواجه البلاد، مؤكداً في الوقت ذاته أن لبنان ما زال يمتلك خططاً واعدة للنهوض، رغم صعوبة المرحلة وتراجع الإمكانات.
استهلّ مكي حديثه بالإشارة إلى أن المشاكل التي يواجهها لبنان لا تقتصر فقط على الأزمات الاقتصادية والمالية، بل تمتد إلى مشكلات بنيوية وسلوكية داخل الإدارة العامة، قائلاً: "نعاني من خلل عميق في البنية الإدارية، إلى جانب أزمة في الثقافة المؤسساتية. هناك نقص حاد في الموارد البشرية، ووجود شغور كبير في الإدارات، وهذا ما يعرقل قدرتنا على تنفيذ مشاريع تنموية كبرى سواء على مستوى الاقتصاد أو البيئة أو حتى التنمية البشرية".
في هذا السياق، شدّد الوزير مكي على أن التنمية والإصلاح لا يمكن أن يُنفّذا بمعزل عن التنسيق العربي المشترك، لأن التحديات متشابهة إلى حد كبير، والحلول تتطلب مقاربات جماعية. وقال: *"هناك الكثير من الأمور التي تتطلب تنسيقاً ومشاركة بين الدول العربية. المنتدى اليوم يشكّل فرصة ثمينة للتشبيك وبناء علاقات تعاون تساهم في تسريع عجلة الإصلاح داخل كل بلد على حدة".
أما على مستوى لبنان، فأكد مكي أن الحكومة تملك رؤية واضحة وخططاً جاهزة للتنفيذ، لكن العقبة الأساسية تكمن في محدودية الموارد والدعم. وأوضح قائلاً: "لدينا خطط عمل واعدة نسعى لتنفيذها بقدر ما تسمح به الإمكانيات. نعمل مع شركائنا، خصوصاً البنك الدولي والمنظمات الدولية، على تأمين التمويل اللازم، ونبذل ما بوسعنا لوضع هذه المشاريع على سكة التنفيذ رغم الظروف الصعبة".
وختم الوزير مكي بالتشديد على أهمية إعادة بناء ثقة المواطن بالإدارة العامة، وضرورة تبني مقاربة شاملة للإصلاح ترتكز على الشفافية، والكفاءة، والاستثمار في الموارد البشرية، وقال: "التنمية الإدارية هي المفتاح لأي نهوض اقتصادي أو اجتماعي، وعلينا أن نستثمر فيها بجدية إذا أردنا الخروج من أزمتنا".