المصدر: الأنباء الكويتية
The official website of the Kataeb Party leader
الأربعاء 25 آب 2021 00:26:51
رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز، أن موضوع تشكيل الحكومة، أكبر من اللاعبين المحليين، ويرتبط بمفصل أساسي شائك، ألا وهو دور ونفوذ حزب الله في لبنان، وبالتالي فإن الدولة اللبنانية واقعة بين «شاقوفين» خطيرين، ليس باستطاعة أحد ان يقاربهما بخفة وسهولة، فإن تألفت حكومة فيها تمثيل للحزب وحلفائه، ستكون حكومة معطلة بالولادة، لأنها لن تستطيع مخاطبة لا الغرب ولا العالم العربي، ولن تتمكن من الحصول على مساعدات خارجية، وستكون بالتالي حكومة عاجزة عن النهوض بالبلاد، أما إذا تألفت من اختصاصيين مستقلين وهو أمر مستحيل، فستكون حكومة مكبلة برقابة حزب الله وحلفائه على أعمالها، من هنا يؤكد بويز أننا أمام خيارين لا ثالث لهما، أما لا حكومة حتى نهاية العهد، واما حكومة لا تكون مقبولة من المجتمع الدولي.
ولفت بويز في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان ما تقدم، يضاف إليه رهان رئيس الجمهورية ميشال عون على الفراغ، وذلك لاعتقاده ان الظرف الوحيد الذي سيسمح بتوريث جبران باسيل السدة الرئاسية، هو خلق حالة أسوأ بكثير من الحالة الراهنة، أي الاتجاه نحو الأرض المحروقة، حيث سيصبح انتخاب باسيل على رأس الجمهورية، أقل وطأة وضررا من البقاء في «مركز جهنم»، من هنا، نفهم أبعاد الشروط التعجيزية للرئيس عون، على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وقبله سعد الحريري، بغية عرقلة التأليف، لكي نصل تباعا إلى لا حكومة أصيلة، ولا انتخابات نيابية، وبالتالي إلى لا انتخابات رئاسية، حيث سيطالعنا ساعتها جهابذة العهد في القانون الدستوري، بأن هناك حاجة ماسة لاستمرار عمل المؤسسات، وبالتالي ضرورة الاختيار بين حلين، أما بقاء الرئيس عون في قصر بعبدا، واما تفضلوا بانتخاب باسيل رئيسا للجمهورية، كحل أقل ضررا من الفراغ المطلق، ما يعني «خلق واقع يطيب فيه المرّ أمام الأمرّ».
وردا على سؤال، أكد بويز ان تراجع شعبية التيار الوطني الحر، لا تعني ان يتراجع حزب الله عن السير بباسيل رئيسا للجمهورية، وذلك لعدم وجود غطاء مسيحي بديل عن الغطاء الذي قدمه له الرئيس عون ومن خلفه جبران باسيل، وبالتالي لا خيار أمام حزب الله، سوى اعتبار باسيل الخلف المناسب للسلف المناسب، علما ان المسؤول عن هذا الواقع المرير، هو الشارع الذي اقتيد دوما بالشعارات والحقوق الطائفية، فإن كانت الثورة قد نجحت في التعبير عن رأي الناس وآلامهم وكرههم للمنظومة السياسية، لاسيما الحاكمة منها، إلا انها لم تنجح، لا في تنظيم وتوحيد صفوفها، ولا في خلق قوة تغييرية حقيقية، بدليل تراجعها على الأرض عما كانت عليه في مشهدية انطلاقتها في أكتوبر 2019.