فرحة جنون العونيين لم تكتمل.. استقالات جماعيّة في جزين والشرخ يتوسع؟

مع عودة الحديث عن الاستقالات إلى الواجهة، تبدو الصورة الداخلية في التيار الوطني الحر أكثر تعقيدًا مما يُظهِر الخطاب الرسمي. فملامح الانقسام بدأت تتّضح تدريجيًا جنوبًا، وتحديدًا من بلدة شواليق في قضاء جزين، عقب انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية، لا من خلال تصدّع نيابي هذه المرة، بل باستقالات جماعية ضمّت 14 مسؤولًا محليًا من الكوادر التنظيمية للتيار، احتجاجًا على الإشكالات التي شهدها يوم السبت الفائت.

هذه الاستقالات لم تمرّ مرور الكرام داخل الجسم الحزبي. فقد تسبّبت بموجة استياء واسعة في القاعدة التنظيمية، وأعادت إلى السطح مؤشرات التصدّع البنيوي في مفاصل التيار. مصدر مطّلع على التفاصيل الداخلية أشار لـkataeb.org إلى أنّ عددًا إضافيًا من الكوادر يفكّر جديًا بتقديم استقالاته، محذرًا من أن القيادة الحزبية تواجه وضعًا دقيقًا قد يزداد هشاشة مع اقتراب الاستحقاقات النيابية المقبلة.

عودة نغمة الاستقالات، جاءت لتُنغّص فرحة المنتشين بفوز السيدة ميرنا المرّ على حساب الشيخة نيكول الجميّل برئاسة إتحاد بلديات المتن، هذا الفوز، وإن لم يكن للتيار أي دور مباشر فيه، سعى رئيسه النائب جبران باسيل إلى توظيفه كإنجاز ولو كان هزيلًا، كي يبقيه في الصورة ويعيده لو بخجل إلى الواجهة السياسية التي تراجعت كثيرًا في الأشهر الماضية.
    
لكنّ المشهد الواقعي يشي بعكس ذلك. فبينما يُغرق الخطاب العوني نفسه باحتفالات شكلية، يخسر التيار تباعًا ما تبقّى من قواعده الصلبة. فشلت محاولاته في أربع جولات انتخابية مفصلية: من جبيل إلى جونية، ومن الجديدة–البوشرية إلى عكار والشمال. وفيما تتزايد المؤشرات إلى إمكان خسارة اتحاد بلديات جزين، يصعب عندئذٍ على أي جمهور عاقل – مهما اشتدّ ولاؤه – أن يجد في هذه النتائج ما يستحق الاحتفال.