فضل شاكر بين التسوية وإعادة المحاكمة

لمح الفنان اللبناني محمد شاكر إلى جمهور حفله في دبي أول ليل الجمعة الفائت، إلى عودة والده المطرب فضل شاكر بشكل كامل، قائلاً: "آه يا فضول حين ترجع ماذا ستفعل".

وسرعان ما بدأ كلام الإبن بالتحقق حين سلّم الأب نفسه إلى الجيش اللبناني مساء السبت، عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، تمهيداً لإقفال ملفه القضائي بعد أكثر من اثني عشر عاماً من التواري عن الأنظار داخل المخيم، صدرت خلالها بحقه أحكام غيابية بالسجن على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب.

وأفاد مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس" أنّ شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندر، سلّم نفسه "كمقدمة لإنهاء ملفه القضائي"، مشيراً إلى أنّ جميع الأحكام الصادرة غيابياً بحقه ستُعاد محاكمتها بعد سقوطها تلقائياً بتسليمه نفسه.

وترددت معلومات أنّ تسليم شاكر نفسه جاء بعد وساطة واتصالات عربية، أفضت إلى تسريع الاتجاه نحو التسوية القضائية لوضعه. وبحسب المعلومات، أجرى شاكر المولود في صيدا عام 1969 من والد لبناني وأم فلسطينية، اتصالاً عبر وسيط بمخابرات الجيش مبدياً استعداده لتسليم نفسه، فتمّ التنسيق مع وزارة الدفاع التي أرسلت موكباً خاصاً نقله مباشرة إلى اليرزة، حيث بدأ بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.

ماذا ينتظر فضل شاكر قانونياً؟

أوضحت مصادر قضائية أنّ سقوط الأحكام الغيابية يعني إعادة فتح الملفات من جديد ومنحه حق الدفاع الكامل عن نفسه، بما في ذلك تقديم الشهود والأدلة التي يعتقد أنها تثبت براءته. ومن المرجّح أن تسلك محاكمته مساراً سريعاً تمهيداً لإغلاق القضية نهائياً.

ولاحقت شاكر أحكام قضائية عدة، أبرزها في عام 2020 حين صدر بحقه حكمان غيابيان بالسجن 15 عاماً و7 أعوام، بعد إدانته بالتدخل في أعمال إرهابية وتمويل جماعة الشيخ أحمد الأسير. وفي حزيران 2013، اندلعت اشتباكات دامية بين أنصار الأخير والجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا، أسفرت عن مقتل 18 عسكرياً و11 مسلحاً، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع الأسير الذي كان شاكر أحد المقربين منه، قبل أن يختفي داخل مخيم عين الحلوة.

أبعاد سياسية

غير أن الفنان أعلن مراراً براءته، مؤكداً أنه لم يشارك في القتال ولم يطلق النار على الجيش، وأنه كان ضحية "استهداف سياسي" و"تلفيق تهم". وفي بيان أخير له، أكّد شاكر أنه "بريء من التهم الملفقة" وأن ملاحقته كانت "ذات أبعاد سياسية"، كاشفاً عن تعرضه لمحاولات ابتزاز مالي من بعض المسؤولين مقابل تسوية ملفه، وقال: "طلبوا مني ملايين الدولارات أو التنازل عن أملاكي مقابل براءة أنا أصلاً حاصل عليها".

وأضاف شاكر: "ظُلمت أكثر من ثلاث عشرة سنة، لكني مؤمن ببراءتي وبأن العدالة ستنصفني هذه المرة"، مؤكداً أنه لن يتوقف عن الغناء رغم كل ما واجهه.

العودة الفنية سبقت القانونية

خلال سنوات تواريه في المخيم، ظهر شاكر إعلامياً مرات قليلة، وعاد تدريجاً إلى الساحة الفنية عبر عدد من الأغنيات التي لاقت رواجاً واسعاً، أبرزها "كيفك ع فراقي" التي قدّمها مع ابنه محمد، وحقّقت أكثر من مئة مليون مشاهدة على "يوتيوب".

وفي شهر آب (أغسطس) الماضي، وقع شاكر عقداً فنياً مع شركة "بنش مارك" السعودية لإنتاج أعماله الجديدة وحفلاته المقبلة، في أول تعاقد رسمي يجريه منذ أعلن اعتزاله في عام 2012 (تراجع عنه لاحقاً).