المصدر: النهار
الجمعة 20 آب 2021 10:10:48
توصي الأكاديمية الأميركية في طب الأطفال بالرضاعة الطبيعية لمدة تتراوح أقله ستّة أشهر إلى عام بعد الولادة. وفي الوقت عينه، تؤكد منظمة الصحة العالمية إمكانية استمرار الأم بالرضاعة حتى بلوغ الطفل عامين.
هذه التوصيات الصادرة عن المراجع الصحية تأتي بعد سلسلة من الدراسات التي أثبتت قدرتها على تأمين الطاقة للطفل من خلال تزويده بالدهون المفيدة والبروتينات واللاكتوز. إلى جانب ذلك، يتكون حليب الأم من الخلايا المناعية والجذعية والفيتامينات المساعدة في تحسين وظائف الجهاز الهضمي. كذلك، يقي من الأمراض المزمنة ويحسن معدل التركيز والذكاء لدى الطفل.
وفي الوضع اللبناني، وفي خضم المأساة الإنسانية التي يمرّ بها اللبنانيون، لاسيما في ظلّ انقطاع الأدوية وفقدان الحليب، يشدد الخبراء والاختصاصيون على أهمية الرضاعة الطبيعية لمساندة الأم وطفلها في هذه المرحلة الصعبة.
ما هي انعكاسات الرضاعة الطبيعية في هذه الأزمة؟ وكيف تعزز من صحة الطفل؟
من وجهة نظر اختصاصية التغذية نغم طنّوس أنّ الرضاعة الطبيعية تخفف على الأم أعباء مادية ترتبط بشراء الحليب الصناعي وما يرافقها من تعقيمات وتنظيفات. إلى ذلك، تساعد الأم على خسارة الوزن بعد الولادة بشكل أسرع، وتقل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي.
بالإضافة إلى ذلك، بينت الدراسات أنّ الرضاعة الطبيعية تقي الأم من ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.
وفي ما يتعلق بالغذاء المناسب لدر الحليب، أشارت طنّوس إلى أنّ الخطوة التي تزيد من إنتاجية الحليب لدى الأم هي الاستمرار في الرضاعة الطبيعية. وفي حال كانت "تشفط" الحليب، يفضل التزامها بأوقات محددة.
ومن الضروري أنّ تشرب الأم باستمرار المياه نظراً لأنّ حليبها يتكون من الماء وتقي جسمها من الجفاف الذي يعيق من إنتاج الحليب.
وحول الغلاء المعيشي، أوضحت اختصاصية التغذية أنّ النظام الغذائي المتبع للأم لا يعيق أو يؤثر على إنتاجية الحليب. وذلك لأن نوعية الحليب لا تتغير بحسب المأكولات التي تتناولها، فيبقى يحتوي على الخلايا الجذعية والأجسام المضادة، وكمية اللاكتوز والدسم هي عينها. هذا ينطبق أيضًا على معدل الوحدات الحرارية في حليب الأم الذي يبقى ثابتاً.
ما العمل في هذه الأزمة المعيشية؟
ورغم اتباع العديد من المرضعات نظاماً غذائياً محدداً، فإنّ هذا لا يمنع من التنويع في الفئات الغذائية خلال الوجبات. ويعود سبب ذلك إلى محاولة الحفاظ على نوعية الدهون المنتجة في الحليب وتحسينها وفقًا لنوعية الدهون التي تتناولها الأم. وتنصح طنّوس بالتركيز على الأوميغا3 كالمكسرات والسمك وبذور الكتان وبذور الشيا والأفوكادو وزيت الزيتون من أجل تحسين نوعية الدهن لديها.
هل من أطعمة تغير من مذاق الحليب لديها؟
قد تؤثر الأطعمة الغنية بالحر والبصل والثوم والصلصات والبهارات على مذاق الحليب بشكل قليل. ووفق طنّوس، لا يعد تغير مذاق الحليب بالأمر السلبي، عكس ذلك تعرّف المرضعة الطفل على هذه النكهات على المدى البعيد.
والجدير ذكره أنّ حليب الأم يتكون من الدم وليس مباشرةً من المصران أو من المعدة. وبالتالي، لا يعني شعور الأم بالانزعاج من طعام معين قد يؤثر على الطفل. وينبغي على الأم مراقبة طعامها مع الحليب في حال لاحظت أن نوعًا محدداً يزعجه، ولاسيما حليب البقر ومشتقاته.
في كلّ الحالات التي مرّت على البلاد، وخاصةً الدول التي تعاني من المجاعة، لم يؤثر غذاء الأم على طفلها، وساعدته على النمو وحصوله على احتياجاته الأساسية.