يعتزم مجلس الوزراء السوري تحديث أسطول سيارات وزرائه بسيارات حديثة موديل 2024، يصل سعر الواحد منها إلى نحو نصف مليار ليرة سورية، فيما لا تزال الحكومة تمنع استيراد مروحة من المواد من أجل خفض الطلب على الدولار الأميركي بحجة أنها كمالية بما في ذلك السيارات.
وبدأت عمليات تسليم الوزراء لسياراتهم من طراز "ليكزس 350" من أجل استبدالها بأخرى حديثة، من طراز "فاو- إيتش5" موديل 2024، بحجة أنها أصبحت قديمة، وذلك ضمن خطة حكومية تضمن "التخلص من السيارات المتهالكة" في القطاع العام واستبدالها بأخرى دون "1600 سي سي"، حسب موقع "سناك سوري" الموالي للنظام.
وفي وقت يفترض فيه أن تعمل حكومة النظام على ترشيد الاستهلاك وتقليل التبذير الحكومي بدلاً من إثقال كاهل المواطن السوري برفع الأسعار التي باتت تخنقه وتنغص عليه عيشه، بدأ مجلس الوزراء عبر صحافيين موالين له بالترويج للخطوة بالقول إن السيارات الحديثة أقل استهلاكاً للوقود، وكذلك توفّر من عمليات الصيانة، ومن أجل "احترام مقام الوزير".
وتبلغ قيمة السيارات الحديثة، وهي صناعة صينية، نحو 32 ألف دولار أميركي، أي ما يعادل 467 مليون ليرة سورية بحسب سعر الدولار في السوق السوداء، و420 مليوناً حسب سعر الصرف الرسمي الصادر عن المصرف المركزي السوري.
وعلى الرغم من عدم وجود مصدر رسمي في النظام يوضح كيفية التعاطي بشفافية مع الملف شأنه شأن جميع ملفات الإنفاق من قبل الحكومة، والتي تحولت إلى جابي يرفع أسعار المحروقات والكهرباء والدواء مرتين في الشهر، فتح الإجراء الحكومي المرتقب، الباب على أسئلة عن كيفية تعاطي الحكومة مع ترشيد النفقات والانفاق والجباية من المواطن السوري في ظل عقوبات دولية دأب النظام السوري على تحميلها مسؤولية الانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرته، وكذلك طريقة استيرادها في ظل تلك العقوبات.
يُشار إلى أن عمليات الاستيراد متوقفة في سوريا منذ العام 2019، بقرار من اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء، بحجة خفض الطلب على الدولار الأميركي، في حين تنتشر الكثير من السيارات الحديثة في شوارع دمشق يملكها أبناء مسؤولين في الغالب.
كما تمنع اللجنة استيراد مروحة من المواد بحجة أنها كمالية مثل الهواتف النقالة وإكسسواراتها، بينما شركة "إيماتيل" المملوكة لأبي علي خضر بشراكة مع زوجة رئيس النظام السوري، أسماء الأسد، ومع كل إعلان شركات الهواتف المحمولة العالمية عن طرازات من الهواتف الحديثة، تعلن توفره، بما في ذلك هواتف "أيفون".