في حضرة العزّ: عيد الجيش اللبناني

بقلم الشاعرة والكاتبة جسّي مراد

في الأوّل من آب، لا نحتفل بيوم عادي، بل نُحيي مجدًا من نور، ونُنصت لصوت الوطن ينبض في صمتِ الجباه العالية. إنه عيد الجيش اللبناني، عيد الرجال الذين نذروا حياتهم كي يبقى الوطن شامخًا، ترابه مصون، وحدوده آمنة، وسلامه مستمر رغم العواصف.

الجيش ليس فقط مؤسسة عسكرية، بل هو الذاكرة الحيّة لكرامة لبنان، الحارس الصامت لأحلام شعبه، والمُجسّد الفعلي لمعنى "الشرف والتضحية والوفاء".

من الجبال إلى السهول، من الحدود إلى الداخل، ينتشر أبناؤه لا يطلبون شيئًا سوى أن يبقى الوطن بخير، وأن ينام الناس آمنين دون خوف.

في وجه الانقسامات، يبقى الجيش موحِّدًا.

في وجه الطوائف، يبقى ابن الطائفة الكبرى: "لبنان".

وفي وجه الحروب، يبقى حامل السلاح لا للدمار، بل للدفاع.

هو العَرق الساكن تحت الخوذة، والدمعة المخنوقة في عين الأم، والورد الذي لا يذبل على قبور الشهداء.

هو وعد لا ينكسر، وراية لا تُطوى، وسلاح لا ينحني إلّا للسلام.

وفي هذا العيد، لا نكتفي بالتهنئة، بل نُجدّد العهد:

أن نبقى أوفياء، أن لا نساوم على الوطن، وأن نحفظ من حفظنا، ونُكرِّم من افتدى بعمره مستقبلنا.

كل عام والجيش اللبناني بألف خير،

كل عام ولبنان بأمان،

وكل عام ونحن ننهض من تحت الركام، حاملين في قلوبنا اسمك يا وطن

فانت لنا ثورةٌ وثروةٌ وعيق ورود.