المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 5 آب 2020 19:06:14
أقفل انفجار مرفأ بيروت على دمار كبير، وهو فتح أبواب أسئلة كثيرة، ولا سيّما حول إمكانية وجود مخزون تسليحي كبير في لبنان، رغم أنّه من أصغر بلدان المنطقة.
ومهما كانت التطورات مستقبلاً، إلا أنه لا بدّ من معالجة آثار ما حصل، خصوصاً أن المواد المشتعلة قد تؤثّر على حياة النّاس في مدى بعيد.
احتمالات
فنّد العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، الأسباب المُحتمَلَة لما حدث بالأمس في مرفأ بيروت، رغم تشديده على أن التحقيقات ستُثبت كل شيء، وهي التي ستحدّد إذا ما كان (المرفأ) تعرّض لهجوم صاروخي من البحر أو الجوّ أو البرّ.
ووضع في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" انفجار الأمس في إطار أنه ليس الأول من نوعه في المنطقة مؤخّراً، بعد سلسلة انفجارات في إيران، وبعد ساعات من هجمات حصلت في سوريا، وهو أتى أيضاً قبل 24 ساعة من كلمة لأمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله".
وكشف عن أنه "رغم ذلك، فإن احتمالات عدّة متوفّرة لما حصل في مرفأ بيروت، من أبرزها:
* أن يكون الهجوم عبارة عن عمل تخريبي بعبوة. وهو احتمال ضعيف، إذ لا آثار على الأرض تدلّ على وجود خلية إرهابية.
* أن يكون أتى نتيجة قصف صاروخي من الجو أو الأرض أو البحر. والإحتمال الأكبر أن يكون جوياً، انطلاقاً من شهادات شهود عيان، ومنهم من لديهم خبرة عسكرية، الذين أكدوا سماع أصوات طائرات حربيّة تحلّق قُبَيْل الإنفجارات. وهذا الإحتمال لا يتعارض مع ماهية ونوعية المواد التي انفجرت في المرفأ، والتي صار ثابتاً أنها 2750 طنّاً من نيترات الأمونيوم.
* أن يكون الهجوم نتيجة معادلة إسرائيلية عكست مفاعيل تصريحات سابقة لمسؤولين في "حزب الله"، تتحدّث عن أن استهداف حاويات الأمونيوم الإسرائيلية في حيفا بصواريخ "الحزب"، تكون نتيجتها موازية لمفعول قنبلة نووية. وربما يكون انفجار المرفأ ضمن هذا الإطار.
* أن يكون انفجار أمس في خانة ما عبّر عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو أن شكوكه تحوم حول أن يكون نتيجة قنبلة. هذا الإحتمال ليس في التداوُل، خصوصاً أن ترامب لن يؤكّد ما نفته تل أبيب، عن وجود أي مسؤولية لها في انفجار بيروت.
فمنذ نحو شهرين، تمّ إدخال سلاح في الفضاء الخارجي، الإطار العملاني. وهو يعمل بواسطة الأقمار الصناعية، ويمكنه أن يتسبّب بحرائق في النّقاط التي يريدها مشغّله، على الكرة الأرضية. فهل يأتي انفجار المرفأ أمس ضمن هذا الإطار؟".
النّفي الإسرائيلي
وأوضح داوود أنه "صحيح أن إسرائيل نَفَت مسؤوليّتها، إلا أن نفيها هذا ليس الأول من نوعه، على أعمال عسكرية تحصل. فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان عرض مجموعة من الصّوَر، ومن بينها العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، يقول من خلالها إنها تحوي أسلحة وصواريخ لـ "حزب الله". وبالتالي، ما هو المانع من أن تكون تل أبيب مسؤولة عن قصف معيّن في المرفأ، ولكن حجم الكارثة الإنسانية بسبب تخزين نيترات الأمونيوم فيه (المرفأ)، والتي لا يُمكن لإسرائيل أن تتحمّلها دولياً، جعلها تنفي أي مسؤولية لها عمّا جرى؟ ونذكر في هذا الإطار أن ضباطاً من الولايات المتحدة وأوروبا يحلّلون لون الدّخان المنبعث من الإنفجار في المرفأ، وهم يتحدّثون عن مواد متفجّرة اشتعلت غير نيترات الأمونيوم".
وشدّد على أن "احتمال الخطأ البشري في الإنفجار، والإهمال، هو ضعيف رغم أنه وارد. ولكن الصّورة الإقليمية العامة، ترفع احتمالات وجود عمل عسكري خارجي".
استقدام خبراء
وعن ضرورة استقدام خبراء في المجال العسكري الكيميائي والجرثومي والنووي، لمساعدة لبنان على الخروج من الذيول بعيدة المدى لانفجار أمس، أجاب داوود:"المهمّ هو معالجة موضوع المتساقطات "الأسيدية" والرّذاذ من المواد التي انفجرت، لأن أضرار هذه المواد تضرب البيئة والبشر، خصوصاً أنها لا تصمد في الجوّ، بل تنزل الى الأرض، وتستقرّ على كلّ الأسطح والمساحات في البرّ، من سيارات ومنازل وتربة وأشخاص، كما على مياه البحر والثروة السمكية.
وختم:"ما حصل هو انفجار بقوّة قنبلة نووية، ولكنه ليس انفجار قنبلة نووية. وبالتالي، ليس لدينا إشعاعات، والحمدلله. ولكن يتوجّب أيضاً تعويض الخسائر الإقتصادية التي أصابت المحال والشركات والمستشفيات. دول كثيرة عبّرت عن رغبتها بمساعدة لبنان، ولكن هل يُمكن أن تُساهم الحادثة الأليمة في إخراج لبنان من عزلته الإقتصادية الدولية؟ مهما يكُن، إلا أن التحدّي الأساسي يبقى داخلياً، ويتمحور حول ضرورة توفّر هيئة فعليّة لإدارة الكوارث".