المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 10 تشرين الأول 2024 12:31:42
أعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الثاني بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، ان "حزب الله" وحركة "أمل" على قلب واحد في السراء والضراء ومن يتوقع غير هذا من أبناء السيد موسى الصدر".
وقال "لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري أنت الأكبر بنظر الأمين العام واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل "حزب الله". وأيد "الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار"، معلنا انه "قبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا". ولفت الى انه "إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا"، وقال "هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولا ونحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو". وقال "ليس لدينا موقع شاغر كل المواقع مملوءة وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه. كل ما كان لدى القادة الذين استشهدوا توجد نسخ منه لدى مساعديهم وبدلائهم ،لا خوف من المتابعة التي تجري بانتظام بحمد الله". وأكد اننا "سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن ذلك في حينه"، وقال "عدوان على الضاحية والجنوب والبقاع والجبل مؤلم جدا ولكنه سلاح العدو أن يبطش بالمدنيين وهو يعتقد أنه سينتصر. وأعلن ان "الحل الوحيد بالنسبة إلينا هو المقاومة والصمود والتفاف أهلنا حولنا هذا هو خيارنا للنصر". وقال "سنهزم إسرائيل إن شاء الله ولن تحقق أهدافها".
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن خطاب قاسم لم يحمل اي جديد على الصعيد الميداني. اما الجديد، نوعا ما، فيه، فسياسيُ الطابع، ويتعلّق بمبادرة الرئيس بري. هنا، بدت مواقف الرجل الثاني في الحزب، ضبابية وملتبسة. قد يتوقف البعض عند قوله انه أيّد وقفَ النار، اي انه ايجابيٌ وداعم لمبادرة بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط. لكن في الواقع، قاسم لم يُبد اي استعداد لتسهيل التوصل الى وقف النار هذا، بل على العكس، أكد مضيَه في القتال، ومرة جديدة، وكما في خطابه الاول بعد اغتيال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لم يأت على ذكر القرار 1701.
انطلاقا من هنا، يمكن القول ان هدف قاسم من خطابه كان إبلاغ الداخل اللبناني بأن رسالة وزير الخارجية عباس عراقجي التي حملها الى بيروت منذ ايام، وصلت الى الحزب، وان كلمة طهران - التي دافع عنها بشراسة قاسم في كلمته - هي التي "ستسري" عليه، بغض النظر عن كل ما تقوم به الدولة اللبنانية اليوم.
هذا الموقف، كي لا يأتي صادما و"كاسفا" لبري، غلّفه قاسم بتعابير شعرية وجدانية جميلة وصَف فيها رئيسَ المجلس بالاخ الاكبر... لكن هذه العبارات لم تبدّل في المضمون شيئا: الحزب نسف مبادرة عين التينة، فهو لن يساعد الدولةَ في وقف النار ولن يتجاوب مع اي اتصالات تُعنى بالملفات العسكرية او السياسية او مع المساعي الرئاسية، قبل سكوت المدافع.
لكن يبقى احتمال ان يكون الحزب يلعب على الحبلين: يعلن استمرار القتال، فيما هو - وبما انه يعلم ان تكاليف الحرب باتت باهظة عليه وعلى لبنان – ينتظر نجاح لبنان الرسمي في التوصل الى وقف النار.