المصدر: النهار
السبت 13 كانون الاول 2025 21:29:42
شدّد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اليوم السبت على أنّ "مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح من أجل النهوض، ومشكلة الدولة أيضاً تكمن في العقوبات المفروضة عليها وفي الفساد المستشري"، معتبراً أنّ "حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هي مطلب أميركي - إسرائيلي، وأنّ اعتماد هذا المنطق يؤدّي إلى إعدام قوّة لبنان".
وأكّد، خلال كلمته في "التجمّع الفاطمي" الذي تقيمه وحدة العمل النسائي في "حزب الله"، أنّ "الاستسلام يعني زوال لبنان"، مشيراً إلى أنّ "التجربة السورية ماثلة أمام الجميع، وأنّ الكيان الإسرائيلي يهدّد باستمرار"، معتبراً أنّ "الاستسلام هو الطريق الوحيد بالنسبة إليه لوضع لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية".
وأشار إلى أنّ "خطة العدو الإسرائيلي بعد اغتيال السيّد حسن نصرالله والقادة الشهداء كانت تهدف إلى إزالة حزب الله من الوجود وإعدام المقاومة". وقال إنّ "المقاومة استطاعت، في معركة أولي البأس، إفشال هذا الهدف ومنع القضاء على وجودها".
ورأى قاسم أن "وجود المقاومة يعني وجود الحياة والشعب والرؤوس المرفوعة"، معتبراً أنّ "الوحدة والثبات قد يحولان دون اندلاع الحرب"، ومؤكّدًا أنّه "في حال حصولها، فإنها لن تحقّق أهدافها، وهو أمر واضح بالنسبة إلى المقاومة".
وأردف: "فلتعلم أميركا أنّنا سندافع، حتى لو أطبقت السماء على الأرض، ولن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان"، مشدّداً على أنّ "هذا الأمر لن يُسمح به ونحن أبناء الحسين".
وقال: "هذه هي سرديتنا التي قُدِّمت، وهذا هو الموقف الذي لن يتمّ التراجع عنه"، واصفاً إيّاه بأنّه "أشرف موقف وطني"، ولا يحتاج إلى شهادة من "أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود".
ولفت إلى أنّ "المقاومة حقّقت 4 إنجازات عظيمة، تمثّلت في تحرير الأرض، والصمود في مواجهة التحديات، وردع العدوّ من عام 2006 حتى عام 2023، إضافة إلى وقف اجتياح لبنان واقتلاعه بفضل الصمود الأسطوري للمقاومين وأهل المقاومة".
وحذّر قاسم من أنّ "استسلام لبنان يعني محو تاريخه وتحويله إلى بلد بلا مستقبل"، مؤكّداً أنّه مع "إسرائيل لا مكان للمسلمين والمسيحيين في لبنان".
وأشار إلى أنّ المبعوث الأميركي توم برّاك يريد ضمّ لبنان إلى سوريا، "ما يؤدّي إلى ضياع الأقليات في هذا البحر الواسع أو دفعها إلى الهجرة".
ونبّه من أنّ "المشروع المطروح خطير جدّاً وقد يؤدّي إلى عدم بقاء لبنان"، قائلًا إنّ "هناك من لا يريد قوّة للجيش اللبناني، ويريدون لبنان بلا قوى حتى تسهُل عليهم الحلول".
وأضاف أنّ "المفاوضات مسار مستقلّ، وهذا يعني أن العدوان سيستمر"، داعياً الدولة اللبنانية إلى "التراجع وإعادة حساباتها".
مرحلة جديدة
ولفت قاسم إلى أنّه "منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، دخل لبنان مرحلة جديدة تختلف عمّا سبقها"، معتبراً أنّ "هذه المرحلة تجبّ ما قبلها وتفترض أداءً مختلفاً على مختلف المستويات".
وأوضح أنّ "الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن العمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلاله"، مشدّداً على أنّ "المقاومة قامت بكلّ ما هو مطلوب منها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة. إن العدوان الإسرائيلي يشكّل خطراً على لبنان وعلى المقاومة في آنٍ معاً".
وقال: "لا توجد مقاومة في العالم تمتلك سلاحاً أقوى من سلاح العدو"، معتبراً أنّ "عدم التوازن في ظلّ وجود السلام هو أمر طبيعي". وقال إنّ "إنجازات المقاومة تُقاس بالتحرير، فيما يُعدّ الردع استثناءً"، مشيراً إلى أنّه "لا توجد مقاومة في العالم استطاعت أن تردع العدوّ عن القيام بأيّ عمل لمدة 17 سنة"، واصفاً ذلك بـ"الردع الاستثنائي".
ورأى أن "المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وأنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية"، مؤكّداً أنّ "منع حصول العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل إنّ الدولة والجيش هما المعنيّان بتحقيق الردع، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما".
وأضاف أنّ "وظيفة المقاومة هي التصدّي عندما لا تتصدّى الدولة والجيش، ومساندتهما ومنع استقرار العدوّ والمساعدة على التحرير". وطرح تساؤلات حول "المطالبة بنزع سلاح الجيش إن كان غير قادر على الحماية، أو المطالبة بنزع سلاح المقاومة إن لم تتحقق الحماية واستمرّ تغوّل العدوّ الإسرائيلي".
وأكّد أنّ "المقاومة مستعدّة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقة على استراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، لكنّها ليست مستعدّة لأيّ إطار يشكّل استسلاماً للولايات المتحدة وإسرائيل".
وختم: "المطلوب هو تطبيق الاتفاق أولاً، وبعد ذلك يمكن النقاش في الاستراتيجية الدفاعية"، مطالباً الدولة بـ"وقف التنازلات".