المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الأربعاء 4 حزيران 2025 14:34:56
يتعاظم خوف الخبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية في ضوء استدعاء إسرائيل قوات الاحتياط لديها والتدابير الميدانية التي تتخذها على الحدود الشمالية من نيات تل ابيب العدوانية تجاه لبنان وتوسيع اعمالها الحربية ضده، عازين ذلك لأسباب عدة :
أولها إعادة شد العصب الداخلي في ظل التفكك والانقسام الحكومي ولدى الرأي العام حول الحكومة وعملها وجدوى استمرار الحروب . الثاني الضغط الأقصى على الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله .
الثالث التأثير على مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية ، علما ان الخبراء يستبعدون قيام إسرائيل باجتياح بري كبير قد يصل الى حدود الليطاني او الاولي كما يشاع، لانها لن تضمن النتائج والكلفة البشرية والمادية على جيشها المنهك في الحرب التي يقودها منذ عام ونصف العام على جبهات عدة ، إضافة لعدم حاجتها الى العمل البري في ظل ما تملكه من وسائل عسكرية وتكنولوجية متطورة جوية تؤدي المهمة من دون الحاجة للاجتياح البري .
لذا لا يستبعد الخبراء توسيعا للعمليات الجوية والتقدم المحدود على ما يجري اليوم للضغط على الدولة لحل مسألة سلاح حزب الله .
الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد ناجي ملاعب يستبعد عبر "المركزية " اقدام إسرائيل على اجتياح لبنان عازيا استدعاءها الاحتياط لما تقوم به في غزة، حيث عملت حتى الان على تنظيف قرابة الأربعين بالمائة من مساحتها. وتتطلع للاستيلاء على نحو السبعين بالمائة منها لجعلها منطقة منزوعة السلاح والمسلحين سواء كانوا من حماس او أي فصيل اخر .
اما بالنسبة الى لبنان فهي تعتمد سياسة تكبير الحجر من اجل بقائها في النقاط الخمس التي تحتلها . تارة تدعي عودة حزب الله الى تنظيم صفوفه وبناء قدراته العسكرية لاستهداف عناصره والمناطق اللبنانية . وطورا تدفع بقواتها للتوغل في القرى والمناطق الحدودية قبل ان تعود لسحبها لتحويل الامر واقعا يعتاد عليه . حتى اذا ما تم ذلك عملت على إقامة شريط حدودي او منطقة عازلة على غرار "جيش لبنان الجنوبي" سابقا . الامر نفسه تسعى الى ترسيخه على حدودها مع سوريا .
ويتابع : في اعتقاد اللبنانيين او الغالبية منهم ان إسرائيل تريد القضاء على حزب الله . لو ارادت ذلك لفعلت. تل ابيب يهمها بقاء لبنان مشغولا بخلافاته الداخلية وعدم قيام دولة قادرة وقوية على حدودها الشمالية، بدليل سعيها الدائم والدؤوب لتعكير هدوئه وهز استقراره مع الأعياد وبداية مواسم الاصطياف .
ويلفت الى ان ما يخيف اسرائيل اكثر من القدرات العسكرية للمنطقة شح الموارد المائية لديها. من هنا طمعها المزمن في مياه لبنان وخصوصا الليطاني . وكما أقدمت على احتلال العديد من مصادر المياه