المصدر: المدن
الأربعاء 27 تشرين الأول 2021 16:45:05
كتب سامي خليفة في المدن: كشفت تقارير عديدة في السنوات الماضية عن حجم تقارب العلاقات بين نظام الرئيس الاشتراكي الفنزويلي نيكولاس مادورو وحزب الله، وتحدثت عن استغلال إيران والحزب إياه للمجتمعات اللبنانية الفنزويلية وغيرها من الجاليات ذات الأصول الشرق أوسطية الموجودة بأميركا الجنوبية؛ لإنشاء شبكات اقتصادية كبيرة ومربكة. وفي جديد ما تم نشره عن تلك العلاقة، أسدلت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، الستار عن قاعدة بيانات حصلت عليها من قراصنة اخترقوا موقع المديرية العامة لمكافحة التجسس العسكري في فنزويلا، تربط حزب الله بوزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي، وبعائلة أنشأ صلاتٍ معها لتسهيل نشاطات غير مشروعة.
عناصر الحزب في فنزويلا
وحسب المعلومات التي كشفها المتسللون الذين نفذوا عملية الاختراق بالتعاون مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية السابقين، يعيش عناصر حزب الله بحرية في فنزويلا تحت حماية حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. ومن المعلومات التي كشفها أحد أعضاء حلقة القرصنة للصحيفة الإسرائيلية، هي أن عناصر حزب الله دخلوا البلاد كطلاب يتحدثون الإسبانية تحت غطاء "برامج دراسات اللغة الحكومية" عبر جزيرة مارغريتا.
وإضافةً إلى ما تقدم، تفيد المعلومات أيضاً عن مزاعم بأن النشطاء متورطون في تهريب الأسلحة والمخدرات، وكذلك غسل الأموال، لغرض تمويل الإرهاب.
عائلة مقلد
وتضيف التسريبات أن العديد من العناصر الذين يساعدون الحزب هم من عائلة مقلد، وهم في الأصل من قرية السويداء، بالقرب من الحدود الأردنية في جنوب غرب سوريا. ويذكر التقرير أن جلال مقلد، على سبيل المثال، موصوف بأنه "متورط في تجارة الكوكايين وتهريب المعادن الاستراتيجية وتمويل الإرهاب الدولي". ويُقال إنه يقيم في ولاية نويفا إسبارطة الفنزويلية.
وهناك ناشط آخر مزعوم يُدعى ربيع مقلد، متورط في تجارة الكوكايين والمعادن الاستراتيجية، والاتجار بالنساء والقصّر، وكذلك غسيل الأموال لتمويل الإرهاب. ووفقاً للتقرير، فهو يُعّد "أحد رؤساء الجريمة المنظمة الذين لديهم علاقات تجارية في كولومبيا". أما الاسم الأخير الوارد ذكره من هذه العائلة فهو مجدي مقلد المتورط في تجارة الكوكايين وتهريب الأسلحة والذخيرة.
مملكة وحصانة
وفي السياق، ورد في قاعدة البيانات اسم حيان المثاني، وهو ناشط آخر في المجتمع الدرزي ويقيم في نويفا إسبارطة. وقد تورط، حسب المعلومات المذكورة في الجرائم المماثلة التي سبق ذكرها آنفاً، وكذلك بتجارة الأسلحة والذخيرة مع "جزر العذراء" البريطانية والجزر الهولندية في البحر الكاريبي.
وقد زعم مصدر في جزيرة مارغريتا أنه يعرف بعض الأفراد المذكورين في التقرير شخصياً. لافتاً إن عملاء ناشطين في المخابرات العسكرية كان لهم دور في تسريب التقرير. ثم عقب ذلك أضاف "عائلة مقلد عاشت هناك منذ أربعة أجيال، لكن العلاقات مع حزب الله توطدت منذ وقت ليس ببعيد".
وتابع المصدر بالقول "إنهم المالكون الوحيدون للمطار المحلي في سانتياغو مارينيو، ولديهم علاقات مباشرة مع وزير النفط طارق العيسمي. إنهم محميون للغاية ولا يخرجون من الجزيرة. إنها ببساطة مملكتهم وهم يتمتعون بالحصانة".
صلة العيسمي بحزب الله
والجدير ذكره أن الموقع الاستراتيجي لفنزويلا في أميركا الجنوبية ومفترق طرق الكاريبي ساعد إيران وحزب الله، وفق مراكز البحوث الأميركية، في تخطي مشكلتهما الجغرافية أمام الولايات المتحدة. وتُعرف فنزويلا، كإحدى أهم حلفاء إيران في أميركا الجنوبية، بأنها ملجأ دبلوماسي للمعادين للولايات المتحدة ومقاتلي حرب العصابات المحليين. وفي عام 2017، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على العيسمي بسبب غسل الأموال وتسهيل تجارة المخدرات. وبعد ذلك بعامين، في عام 2019، تم إدراجه في قائمة المطلوبين من قبل سلطات الهجرة والجمارك الأميركية.
ويُعتبر العيسمي أحد أقوى المسؤولين في فنزويلا. فإلى جانب كونه وزيراً، يُعّد من أقرب المقربين لمادورو. ووفقاً لملف سري جمعه عملاء فنزويليون عام 2019، فقد ساعد العيسمي وعائلته السورية الأصل في تسلل مقاتلي حزب الله إلى فنزويلا، وانخرطوا في العمل مع تجار مخدرات وقاموا بحماية 140 طناً من مواد كيميائية يُعتقد أنها تستخدم لإنتاج الكوكايين، ما ساعد في تكوين إمبراطورية ضخمة في وقت كانت فيه البلاد تعاني فيه من الفوضى والفقر ونقص كبير في الدواء والغذاء.
وسبق أن اتهمت واشنطن طارق العيسمي، بمنح وثائق رسمية لعناصر تابعين لحزب الله اللبناني، من أجل تسهيل مشاركتهم في تجارة المخدرات.