قرى مرجعيون: حصار بين ناريّ الحرب والأزمات

يعاني أهالي منطقة مرجعيون أزمات حياتية مستعصية، فهم محاصرون بين ناريّ انقطاع المياه والكهرباء والهاتف الأرضي والإنترنت وضعف إرسال شبكتي الخلوي من جهّة، ونار الحرب وتصعيد المعارك العسكرية التي تهدد حياة أبناء قرى جديدة مرجعيون، القليعة، برج الملوك ودير ميماس وغيرها من البلدات القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، من جهة أخرى. 

مع توغّل الجيش الإسرائيلي في البلدات الحدودية وتنفيذ تهديداته بقصف القرى والبلدات وتهجير سكانها، غرقت البلدات في عتمة شاملة وتوقفت مضخّات المياه عن إيصال المياه الصالحة للشرب إلى المنازل وانقطاع خطوط الهاتف الأرضي والإنترنت عن العمل.

تزامناً مع استمرار هذه الأزمات وتفاقمها وغياب خدمات الصمود والبقاء، ترتفع أصوات أهالي مرجعيون المطالبة بإيجاد حلول سريعة لمشاكلهم وإعادة شرايين الحياة الأساسية إلى قراهم، كي يتمكّنوا من مواجهة تحديات ومخاطر الحرب.

إزاء هذه الأزمات، يسأل بطرس نجم ابن بلدة القليعة عبر "نداء الوطن"، عن دور أجهزة الدولة اللبنانية التي يفترض أن تكون حاضنة لأبنائها في أوقات الشدّة والمخاطر، ويقول: "من المعيب في هذه الظروف العصيبة التي تهدّد وجودنا أن تكون الدولة غائبة عنّا في قرى الحدود، فمنذ انطلاق العمليات البريّة للجيش الإسرائيلي، تراجعت الخدمات الأساسية واختفت حتى وصلنا وفي غضون أقلّ من أسبوعين إلى انقطاع تام للكهرباء، تبعها توقف شبه كامل لمحطات ضخّ المياه، إضافة إلى توقّف الهاتف الأرضي وانقطاع شبكة الإنترنت الوحيدة التي كانت تشكّل الركيزة الأساسية لتواصل الأهالي مع بعضهم البعض". 

وأضاف: "مع انطلاق الحرب فقدنا عملنا، نواجه ضائقة اقتصادية ومعيشية صعبة وبات من الصعب علينا دفع فواتير تعبئة المياه والكهرباء المرتفعة، وندعو الدولة إلى الإسراع في حماية المنطقة وسكّانها من المصير المجهول إذا طال أمد الحرب".

من جهّته، اعتبر مسؤول المياه في منطقة مرجعيون عماد ديبة لـ "نداء الوطن" أنّ "سبب توقف محطات ضخ المياه بشكل دائم على البلدات والقرى هو انقطاع الكهرباء عن الشركة منذ مدّة طويلة". وأشار إلى أنهم "يضخّون المياه بشكل متقطّع على القرى عبر تشغيل مولدات كهربائية، ومع نفاد كميات المحروقات في المولدات، تتوقف المضخات"، مناشداً المعنيين ضرورة معالجة انقطاع الكهرباء.

في المقابل، أوضح مصدر مسؤول في "مؤسسة كهرباء لبنان"، أنّ "سبب انقطاع الكهرباء عن قرى قضاءي مرجعيون وحاصبيا هو الأعطال في التوتّر العالي في منطقة سحمر ويحمر وقلَيلة في البقاع الغربي"، لافتاً إلى أنّ "الشركة تتواصل مع الصليب الأحمر الدولي بشكل دائم بهدف إصلاح الأعطال، لكن الإسرائيلي لم يسمح بذلك، مؤكداً جهوزية الشركة للتحرّك فور توفّر الظروف.