قصة "التوقيت الصيفي".. ولماذا يريد ترامب إلغاءه نهائيا

يريد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي في البلاد، وهو نظام متبع منذ قرن من الزمان.

وكتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، قائلا: "سيبذل الحزب الجمهوري قصارى جهده لإلغاء التوقيت الصيفي."

وأضاف "التوقيت الصيفي غير مريح ومكلف للغاية لأمتنا".

والتوقيت الصيفي هو تغيير التوقيت الرسمي مرتين في السنة، إذ تُضبط الساعات الرسمية في بداية فصل الربيع، وتحديدا في شهر مارس حيث تُقدم عقارب الساعة ستين دقيقة. 

ومع حلول فصل الخريف، وتحديدا شهر نوفمبر يعاد ضبط الساعات بالرجوع إلى التوقيت العادي أو الشتوي.

وتهدف هذه الممارسة إلى تبكير أوقات العمل والأنشطة والفاعليات الأخرى، بحيث تتحقق استفادة أكبر من ساعات النهار التي تزداد تدريجيا من بداية الربيع وحتى ذروة الصيف.

ويريد بعض المشرعين البقاء على التوقيت القياسي طوال العام، وهناك عدد أكبر من المشرعين يطالبون بالبقاء على التوقيت الصيفي طوال السنة، بينما يريد آخرون الحفاظ على الوضع الراهن.

فيما لم يتخذ الرئيس جو بايدن موقفا علنيا بشأن هذا الموضوع.
ما هو التوقيت القياسي؟
عادة ما تكون مواعيد العمل والدراسة والنقل محددة في الوقت نفسه طوال العام، بغض النظر عما إن كانت الشمس أشرقت أم لا. وهذا ما يعرف بالتوقيت القياسي، الذي تعتمده أغلب المجتمعات الحديثة في مقابل التوقيت الشمسي.

لكن ساعات ظهور الشمس خلال اليوم تختلف في المناطق غير الاستوائية، فتكون أكثر خلال شهور  الربيع والصيف، وأقل خلال فصلي الخريف والشتاء.

وإذا طبق التوقيت القياسي على مدار العام، سيكون جزء كبير من ساعات ضوء الشمس (خلال الصيف) في الصباح الباكر. وعادة ما تضيع ساعات شروق الشمس لأن غالبية الناس يميلون للنوم خلالها.

وعليه تعتمد كثير من البلدان نظام التوقيت الصيفي بزيادة ساعة، ما يمكن الأفراد من الاستيقاظ أبكر، وبالتالي الحصول على استفادة أكبر من ضوء الشمس.

وخلال الخريف والشتاء، يقصر النهار، إذ يتأخر شروق الشمس أكثر فأكثر، وبالتالي يمكن للناس الاستيقاظ وقضاء وقت كبير من صباحهم في الظلام، لذا تعاد الساعات إلى التوقيت القياسي.

ولا معنى لتغيير التوقيت في بعض الدول، خاصة النائية منها شمالا وجنوبا، حيث يكون النهار إما طويلا جدا، أو قصيرا جدا.

تاريخ التوقيت الصيفي
تعود فكرة تطبيق التوقيت الصيفي إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما اقترحها عالم حشرات من نيوزيلندا، لترشيد استهلاك الطاقة وتمديد ساعات النهار خلال فصل الصيف.

وتبنت الولايات المتحدة هذه العادة في 1918، لكن ومنذ تطبيقها وهي محل خلاف في الأوساط الأميركية.
بين مؤيد ومعارض
في مارس 2022، صوت مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على جعل التوقيت الصيفي دائما، لكن الجهود تعثرت في مجلس النواب، بعد أن قال المشرعون إنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى إجماع.

وفي مارس من العام نفسه، بذلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين جهودا جديدة لجعل التوقيت الصيفي دائما.

ويزعم أنصار البقاء على نظام التوقيت الصيفي أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى زيادة النشاط الاقتصادي خلال أشهر الشتاء.

ويقول المنتقدون إن ذلك من شأنه، مثلا أن يجبر الأطفال على التوجه، إلى المدارس في الظلام.

فيما يقول أنصار إلغاء التوقيت الصيفي كليا إن تغيير الساعة مرتين سنويا يسبب اضطرابات النوم ومشاكل صحية.

ولم يعقد الكونغرس أي جلسات استماع جديدة بشأن هذه القضية منذ أكثر من عامين.

وأي محاولة لتغيير هذه العادة ستحتاج إلى موافقة الكونغرس.

وأظهر استطلاع للرأي في مارس 2023، أن 62% من الأميركيين يريدون إنهاء ممارسة تغيير الساعات، لكن لم يكن هناك إجماع يذكر بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.

وقال نصف المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "يوغوف" البريطانية، إنهم يريدون التوقيت الصيفي على مدار العام، وأراد أقل من ثلثهم التوقيت القياسي الدائم، وقال الباقون إنهم غير متأكدين أو ليس لديهم رأي.

وطبقت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي على مدار العام خلال الحرب العالمية الثانية.

وتم اعتماده مرة أخرى عام 1973 في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون في محاولة للحد من استهلاك الطاقة بسبب حظر النفط، لكنه لم يحظ بشعبية وتم إلغاؤه بعد عام، إذ انتشرت وقتها تقارير عن أطفال ينتظرون في الظلام وصول الحافلات المدرسية، وحكايات عن حوادث سيارات ومشكلات أخرى.

وحاليا تعتمد أغلب الولايات الأميركية ممارسة تغيير الساعات مرتين في السنة، عدا ولايتين، هما: هاواي ومعظم أجزاء ولاية أريزونا.