المصدر: وكالة الأنباء المركزية
السبت 26 تشرين الثاني 2022 11:40:28
كتبت لارا يزبك في المركزية:
لم تنته فصول قصة "هبة الفيول الايراني" بعد، وهي لا تزال تُسجّل تطورات حتى اليوم. منذ ساعات، نفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي "منح لبنان نفطًا بالمجان"، معلنًا أن "سيتم اتخاذ جميع الإجراءات في هذا المجال وفقا للأعراف الدولية وبما يتوافق مع المصالح الوطنية". وأوضح خلال جلسة للحوار مع طلبة الجامعات الطبية الإيرانية والرد على تساؤلاتهم، أنه "رغم ظروف الحظر فقد حطّمنا الرقم القياسي خلال الشهر الماضي في تصدير النفط". وأضاف "لقد تحققت هذه الوتيرة المتصاعدة في تصدير النفط منذ بداية مهام الحكومة الحالية، وهذا لم يتحقق إلا بجهود المدراء والمخلصين في هذا المجال".
على اي حال، هذه المواقف الايرانية السلبية من الهبة، ليست الاولى من نوعها. فمنذ اشهر، وفي ايلول الماضي تحديدا، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني أن "إرسال الوقود المجاني إلى لبنان ليس مطروحاً"، مشيراً إلى أن طهران أجرت مباحثات مع الحكومة اللبنانية حول الطاقة، ومعرباً عن أمله أن تؤدي هذه المباحثات إلى مساعدة لبنان في تأمين احتياجاتها. كما ان وكالة "نور نيوز" المقرّبة من مجلس الأمن القومي الإيراني، كانت نفت صحة تصريحات رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في شأن قرار إيران تزويد لبنان بوقود "مجاني" من دون شروط. وأضافت الوكالة في ايلول ايضا، أن وسائل إعلام نقلت عن ميقاتي قوله إن "الوقود الذي سترسله إيران هبة مجانية غير مشروطة"، مؤكدة أن "المعلومات التي وصلت "نور نيوز"، تؤكد أن هذا الخبر كذب، وإيران ليس لديها أي برنامج لإرسال وقود ومشتقات نفطية مجانية إلى لبنان".
رغم هذه المعطيات الايرانية، تذكّر مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، بأن حزب الله أصرّ على القول ان ايران سترسل النفط المفترض كـ"هبة". ورغم هذه التصريحات حينها، غرّد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر حسابهِ على "تويتر" قائلاً "مُنع لبنان من استلام هبة الفيول الإيراني "600 ألف طن" وقيمتها حوالى 350 مليون دولار، وبالتالي مُنع لبنان من الإضاءة بالكهرباء من خمس إلى ست ساعات يومياً لعدة أشهر". حتى ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أعاد في خطابه الاخير الحديث عن الهبة المزعومة قائلا "... قبل مدة تحدثوا معنا لكي يحصل لبنان على فيول من إيران لزيادة ساعات التغذية وذهب وفد تقني لزيارة إيران وليس وزير الطاقة كونه مسؤولا سياسيا. لدينا فرصة أن يكون عدنا ساعات تغذية بحد 10 ساعات وافقت إيران على الكميات المطلوبة واتخذت القرارات ولكن المشروع معطل لأن اللعنة الأميركية منعت". وتابع "الوفد اللبناني يذهب إلى الجزائر ويتوسل لأن تعود "سوناطراك" لبيع الفيول للبنان وهو سيشتريه بينما إيران الصديقة التي تريد صالح لبنان وشعبه وقدمت الفيول هبة ممنوع التعامل معها".
من كلّ ما تقدّم يمكن الاستنتاج ان ايران راهنت على رفض لبناني رسمي للفيول، وان حزب الله استفاد من الهبة المفترضة للاستغلال السياسي – الشعبي. وربما كان على ميقاتي الذهاب ابعد في المفاوضات مع الايرانيين، لكشف حقيقة هذه "القصة" مرة لكل المرات ووضع حد لـ"الثرثرة" في شأنها، تختم المصادر.