مئة وتسعة عشر يوما مرت منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا على الولايات المتحدة الاميركية. نحو اربعة أشهر حفلت بالمفاجآت وتغيير ديناميكيات لم تقتصر مفاعيلها على الداخل الاميركي فحسب، بل طالت او تكاد تطال العالم بأسره. من غزة  الى لبنان ومن سوريا الى أوكرانيا. ملفات جنّد ترامب فريق عمله لإنهاء ازماتها ونقل الشرق الاوسط الى مرحلة جديدة من السلام والاستقرار، ولو ان التخريجات المنسوجة لها بحياكة اميركية لا ترضي الجميع. وما جولته في المنطقة بين السعودية وقطر والامارات، التي يزورها اليوم، بما تخللها من اعلانات وتفاهمات وتوقيع اتفاقيات الا الحجر الاساس لمسار التغيير.
لا يتوقف دونالد ترامب عند العقبات ولا تعرقل طموحاته جبال العراقيل المرتفعة، خصوصا ما يتصل منها بالأزمات المزمنة في الشرق الاوسط، حتى انه لا يأبه لحليفه التاريخي رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، إن رفع العراقيل في وجهه، بل يخضعه لمشيئته حينما تقتضي الحاجة. هو اتخذ قراراته وعازم على التنفيذ وفق خريطة طريق رسمها وانطلق قطارها بزخم.
تقول مصادر دبلوماسية غربية  لـ"المركزية" ان لا شيء يقف في وجه الرئيس الاميركي الطامح لنيل جائزة نوبل للسلام قبل نهاية ولايته الثانية، فهو اجرى ويجري باستمرار تقييماً لاداء فريق عمله ومعاونيه. وتفيد انه بعد الاطلاع على هذا الاداء، قرر أخيراً احداث تغييرات اساسية وجذرية في بعض المراكز والاستغناء عن بعض معاونيه، اذ  تبين انهم "كانوا مقصرين" في معالجة ملفات اُوكلت اليهم، ولم يتمكنوا من مجاراته  في مشروعه وخطته وحركته لاسيما في الشرق الاوسط.
وتكشف ان نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس مرشحة لتحل محل وزيرالخارجية ماركو روبيو، في ما لو ثبت في منصب مستشار الامن القومي للرئيس الذي يتولاه بالوكالة بعد نقل مايك والترز وتعيينه مندوبا للولايات المتحدة الاميركية في نيويورك، واقالة نائبه اليكس وونغ. وتشير الى ان مسؤولين اخرين سيقدمون استقالتهم تباعا، موضحة ان اقالة والترز" تأتي على خلفية عدم تنسيقه  بفاعلية بين مجموعة متنوعة من الاجهزة بشأن السياسة الخارجية وهو الدور المنوط برئيس مستشار الامن القومي". ولا تخفي المصادر اعتقادها ان المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط ستيف ويتكوف الذي شارك في الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الحرب بين روسيا واوكرانيا هو اوفر المرشحين للحلول محل والترز.
 ترامب قد يتوجه الى الشعب الاميركي في وقت غير بعيد للحديث عن التغييرات في ادارته واطلاعه على ما يلزم من تفاصيل، تختم المصادر الدبلوماسية.