المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الاثنين 6 تشرين الثاني 2023 14:48:53
تستضيف العاصمة السعودية الرياض، قمة عربية طارئة في 11 الجاري، بهدف التوصل إلى رأي عربي موحد إزاء الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، والدفع نحو إدخال المزيد من المساعدات ووقف التصعيد في قطاع غزة، الذي يعاني من قصف جوي متواصل من الجيش الإسرائيلي منذ 29 يوما، أودى بحياة أكثر من 8500 شخص وآلاف المصابين.
وجاء انعقاد القمة بناء على طلب رسمي تلقته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من كل من فلسطين والمملكة العربية السعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية في الرياض. فما المتوقع من القمة وهل ستخرج بخارطة طريق أو خطوات عملية بالنسبة لغزة؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان من المفترض ان يخرج من القمة أولاً موقف موحد للدول العربية، خاصة وأن لا موقف موحداً لها حتى الساعة، وثانياً تفصيل هذا الموقف من خلال طرح الدول العربية مطالبها ووضع نقاط واضحة ومحددة، فقد آن الاوان لأن يوحّد العرب كلمتهم ويعلنوها بالتفصيل"، لافتاً إلى ان "الاتجاه العام أصبح معروفاً، وقف إطلاق النار فوراً وفتح المعابر الانسانية وإدخال المساعدات. هذه هي المطالب. لا أرى أن الدول العربية ستخرج بموقف يزلزل الأرض، بل سيقتصر على مقدمة تتضمن نداء الى الضمير العالمي، خاصة الدول الغربية، بأنه حان وقت إنهاء هذه الحرب".
ويعرب طبارة عن اعتقاده بأن الدول العربية ستخرج ببيان ختامي لكنها لن تصنع موجة جديدة بل ستركب تلك التي يتبعها العالم وسيتضمن البيان كلاما معسّلا ومنمقاً. فالعالم العربي مهدد من قبل الأميركيين، ان في حال خرج عن الخط ووجه اللوم الى الولايات المتحدة، ستتوقف المساعدات عنه. مصر مثلا ستواجه الإفلاس آنذاك، والأردن كذلك. لكن في مطلق الأحوال، لا يمكن للدول العربية ان تخرج بموقف "مائع" او من دون قرار نهائي، لذلك سيصدر عنها أمر واضح، لكن مجرد كلام . ستسير الدول العربية بين النقاط، ولن تعلن مثلاً مقاطعتها للولايات المتحدة، حتى سحب السفراء لن يحصل. بالكاد قامت الاردن والبحرين باستدعاء سفيريهما اللذين قاما برحلة الى بلديهما. بينما في أميركا اللاتينية، هناك نحو خمس دول قطعت علاقتها معها. الدول العربية مهددة ولديها مصالح مع الولايات المتحدة والغرب".
وعن التزام الدول ومشاركتها، يقول طبارة: "قد لا تشارك دولة او دولتان، لكن بما ان الدعوة موجهة من السعودية، التي لديها مونة على الدول العربية جميعها تقريبا، فلا بد ان تتجاوب معها، ولا تقاطع. قد يختلف مستوى التمثيل، لكن ليس رفض التمثيل بالمطلق".
ويشير طبارة الى ان وزير الخارجية الأميركي انتوبي بلينكن يجول في المنطقة، ويهدد ان في حال توسيع الصراع فلن يتم السكوت، لكن حتى بلينكن والرئيس الأميركي جو بايدن تعبا من الحرب لأسباب عديدة منها داخلية، كالمظاهرة التي حصلت في واشنطن أمس، والتي تعد أكبر مظاهرة في تاريخ الولايات المتحدة، حتى أكبر من تلك التي حصلت يوم الزحف الى واشنطن مع مارتن لوثر كينغ. ومن ثم هددت معظم الأقليات ومنها الجالية العربية والاسلامية وحتى أصحاب البشرة السوداء، علناً بايدن بأنها لن تصوّت له في العام 2024".
ويتابع: "أما خارجياً، فرأت واشنطن بأم العين أن العالم كله انقلب عليها ويلومها، كما بدأت بعض الحركات العسكرية في المنطقة، ولهذا رأينا بلينكن يهرع لتهدئة الأمور وحماية الجيش الاميركي، خاصة وان للولايات المتحدة أكثر من 30 قاعدة في العالم العربي. في العراق بدأ الحشد الشعبي وحزب الله العراقي بالتحرك، كل الأمور وصلت إلى ذروتها داخلياً وخارجياً وعسكرياً. ونُقِل كلام عن بلينكن بأنه قال لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمامه أسبوعا أو اسبوعين كحد أقصى لإنهاء العملية، لأن الرأي العام العالمي انقلب عليه. لقد باتوا يعلمون ان الأمور لم تعد تحتمل".