المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 17 حزيران 2021 14:15:59
بعد محادثات استمرت أربع ساعات، أعلن البيت الأبيض، مساء الأربعاء، انتهاء جلسة المحادثات في فيلا لاغرانج الفخمة في جنيف بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وكان جزء من المشاورات موسعا والثاني مصغرا.
في الشكل، كانت الاجواء بين الجانبين هادئة وسلسة. بوتين وصل بداية إلى مقر القمة، حيث كان في استقباله رئيس الاتحاد السويسري، غي بارميلين، ثم وافاهما بايدن. وتبادل الثلاثة التحيات والمصافحات، فيما شدد المضيف السويسري على رغبته بأن يكون الحوار بناء بين الرئيسين لمصلحة العالم... بعد ذلك، دخل المشاركون إلى مقر انعقاد اللقاء، حيث أكد الرئيس الأميركي في مستهل الجلسة أن اللقاء المباشر وجها لوجه دائما أفضل. في حين أعرب بوتين عن أمله بأن يكون هذا الاجتماع مثمرا، شاكرا نظيره الأميركي على مبادرته... وامتدت المحادثات المصغرة لساعتين، انتهت بعدها من دون مؤتمر رئاسي مشترك.
ومع أن الجانبين كانا قللا من احتمال أن تسفر القمة عن نتائج كبيرة، على الرغم من تأكيد أملهما في أن تؤدي تلك المحادثات التي ستمتد على 3 اجتماعات بين وفدين من البلدين (بينها واحد فقط يجمع الرئيسين)، في الفيلا الفخمة على ضفاف بحيرة جنيف، إلى علاقات أكثر استقرارا، بدا ان ثمة تقدّما تحقق نحو ترطيب العلاقة بين الجبّارين بعد لقائهما الاول...
ففي المضمون، وبينما اشارت وكالة انترفاكس الروسية الى ان "المحادثات كانت ناجحة للغاية"، اعلن الرئيس بوتين عقب القمة "اننا اتفقنا على عودة السفيرين الروسي والأميركي إلى واشنطن وموسكو"، مضيفا "الرئيس بايدن تعهد بتمديد اتفاقية ستارت لمدة 3 سنوات". واذ لفت الى "اننا ناقشنا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو بشكل عام"، كان الموقف "الأهم" الذي اطلقه الرئيس الروسي، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، أن "الولايات المتحدة وروسيا عليهما مسؤولية تحقيق الاستقرار الاستراتيجي".
ففي هذه الكلمات القليلة، تتابع المصادر، تأسيسٌ لمرحلة تعاون جديدة بين الدولتين العظميين. فهما تدركان ان لا مفرّ من شبك الايدي والجهود الدبلوماسية، لحل الازمات التي لا تنتهي، السياسية والعسكرية والاقتصادية والصحية، التي توتّر العالم، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا. ووفق المصادر، فإن حديث بوتين عن "مسؤولية" على واشنطن وموسكو الاضطلاع بها، يدلّ الى ان الرئيسين وخلال اجتماعهما، قررا التصالح مع الامر الواقع هذا، وطيّ صفحة التباعد والخلافات بينهما - او أقلّه التعالي عليها ووضعها جانبا - لفتح اخرى عنوانُها العمل معا والانكباب على معالجة التحديات التي تفرض نفسها على الساحتين الاقليمية والدولية بما فيه مصلحة للعالم بأسره.
في المقلب الاميركي ايضا، تحدثت مصادر البيت الابيض لسكاي نيوز عن قمة "ناجحة"، قبل ان يطل بايدن ويشير في مؤتمر صحافي الى امكانية تعاون في المرحلة المقبلة والى تفاهم على ضرورة منع ايران من حيازة سلاح نووي وعن كلام سمعه من بوتين حول نية بلاده المساعدة في قضايا افغانستان وايران وسوريا.
بعد القمة الرئاسية التي "أسّست" للطريق الجديد، ستكون متابعة هذا المشوار في عهدة دبلوماسيي الدولتين، تتابع المصادر. وخلال الاسابيع لا بل الايام القليلة المقبلة، سيبدأ العالم بأسره، من الشرق الاوسط الى الشرق الادنى، مرورا بالخليج واوروبا، فأميركا الجنوبية، يشعر بترددات اجتماع بايدن – بوتين ونتائجه، بعد ان يتم رسمُ خطة عمل توزَّع وفقها المهامُ والمسؤوليات بين كل من وزيري خارجيتي الولايات المتحدة انطوني بلينكن وروسيا سيرغي لافروف، للوصول الى هدف مشترك واحد أوحد: الحلول والتسويات السياسية، فالسلام المستدام، تختم المصادر.