كابريوليه للأفلام يعيد الحياة إلى درج الجميزة.. ونجمته المخرجة نادين لبكي

تأتي هذه الإطلالة لنادين لبكي في المهرجان بمثابة لفتة تكريمية لها، كونه انتقاها نجمة لدورته الـ13، فمن تقاليده المتبعة في نسخته من كل عام، اختياره ممثلاً أو مخرجاً لبنانياً تحمل كل دورة جديدة منه اسمه.

وتحت عنوان «وجود» (existence) تنطلق عروض مهرجان «كابريوليه» للأفلام القصيرة. ويتضمن 56 فيلماً قصيراً، ترتبط موضوعاتها بالمعاني التي يشير إليها عنوانه. وقد اختيرت من بين 3000 فيلم قصير تقدم للمشاركة في هذا الحدث.

ويشير إبراهيم سماحة منظم الحفل والمسؤول عنه منذ انطلاقه حتى اليوم: «نتمسك عاماً بعد عام بإقامة هذا المهرجان رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها. وهذه المرة وللسنة الثالثة عشرة على التوالي نقيمه على درج مار نقولا في منطقة الجميزة. هذه المنطقة التي شهدت الأمرين إثر انفجار بيروت، وتحولت من قلب نابض إلى ساحة مدمرة». ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لن نغير عاداتنا، ومن عنوان الدورة الجديدة (وجود) نبرهن مرة جديدة تشبثنا بجذورنا».

ويؤكد سماحة في سياق حديثه أن الأيام الثلاثة للمهرجان ستجري كعادتها من كل عام على درج الجميزة، بحيث يجلس الجمهور موزعاً على طول سلالمه، يتابعون الأفلام المعروضة من الثامنة مساء لغاية 11 ليلاً. ويضيف: «الدعوة مجانية ومفتوحة للجميع، وسيتسنى للحضور متابعة الأعمال السينمائية المعروضة من خلال 6 شاشات عملاقة موزعة على أنحاء الدرج».

56فيلماً بينها الوثائقي والكرتون والعلمي وغيرها يحتضنها المهرجان ومن بلدان مختلفة. أفلام لبنانية وأخرى إيطالية وإسبانية وبريطانية ويونانية وفرنسية وغيرها. وسيعرض في اليوم الأول منه الواقع في 4 يونيو الحالي، 19 فيلماً بينها اللبناني «ذا سيستم» لفايز بو خليل، والإيطالي «dead times» لدميانو موناكو ولوتشيو ليونيللو. كما سيعرض الوثائقي «عايدة» للمخرجة اللبنانية حنان أبي خليل، و«سباكغوت» لرامي يزبك.

ومن الأفلام المتحركة المشاركة في المهرجان «أوكوورد» الأميركي لناتا متلوك، و«سوليتير» للإيطالي إدواردو نتولي. وفي اليوم الثاني للمهرجان في 5 يونيو، سيتابع رواد المهرجان الفيلم اللبناني «ستارت أب ليبانون»، وهو وثائقي مدته 15 دقيقة للمخرج دانيال بوم. وكذلك «أوديسيه أود تو سيتي» لجهاد سعادة، و«غروسينغ» لماريان بركات، إضافة إلى أفلام أخرى بينها فيلم لداني صليبا تشارك فيه الممثلة كارول عبود بعنوان «الغرفة 16».

ومن الأفلام الألمانية القصيرة المشاركة في المهرجان «ذا بريك» و«هيرمان»، وأخرى فرنسية «contre champ» و«resistance» و«voyage avec monsieur». كما تشارك أستراليا من خلال فيلم «بابسيا»، إضافة إلى أفلام أخرى اختيرت من بلدان أورغواي وبلغاريا ومصر وكندا وغيرها.

وعلى هامش المهرجان، أطلت نادين لبكي مع عدد من الفنانين التشكيليين والمسؤولين عن مراكز ثقافية ومتاحف وغاليريهات، الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء. وشارك الضيوف الفنانون في إطلالات افتراضية ضمن نقاشات تحدثوا فيها عن تجاربهم الفنية والتثقيفية تحت عنوان «التراث والثقافة - في مكان ما بين الأزمة والصمود».

ومع «كابريوليه» للأفلام، تستعيد منطقة الجميزة دورها في عالمي الثقافة والفن، وتعود الحياة إلى قلبها من جديد، بعد فترة ركود قسرية. فهي تعد إحدى المناطق الأكثر تضرراً من انفجار بيروت الذي حصل في 4 أغسطس (آب) من الصيف الفائت.

ويعد درج مار نقولا مستضيف المهرجان أحد المعالم التراثية المشهورة في بيروت. وهو أثري قديم يتألف من مئات الدرجات الحجرية المتراصة، عادة ما يجري عليها عروض فنية وأخرى ثقافية وحرفية.

عرفت منطقة الجميزة في وسط بيروت عبر التاريخ بإنتاجها للأعمال الحرفية من أجران كبة وكذلك المونة اللبنانية والصابون. وفيها الكثير من المدارس، وبني فيها أول مسرح عربي وهو مسرح مارون النقاش.