كاتس بعد تدمير برج النور: الإعصار يواصل ضرب غزة... 86% من "المدينة" تخضع لأوامر التهجير

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مساء اليوم السبت إن "الإعصار يواصل ضرب غزة، ونمهد الطريق للعملية البرية حتى يتم إخضاع حماس".

وأضاف كاتس أن "برج النور انهار وسكان المدينة اضطروا للنزوح جنوبا"، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية أن آلاف الإسرائيليين يتظاهرون وسط تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل.

ودمّر الجيش الإسرائيلي اليوم برج النور في مدينة غزة بعد إنذار سكّانه ومحيطه بالإخلاء.

لحظة قصف طيران الاحتلال برج النور السكني قرب وزارة التربية والتعليم في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.

ووجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "إكس" إلى "كل من لم يخل بعد منطقة مدينة غزة وخاصة في البلوكات 727، 786، 726، 784، وبشكل خاص برج النور المحدّد باللون الأحمر والخيام القريبة منه والواقع في شارع صفد".

من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم السبت إن أحياء بأكملها في غزة وجباليا يتم إخلاؤها، وإن أكثر من 86% من المدينة أصبحت تخضع لأوامر التهجير.

 

250 ألف شخص
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة إلى مناطق أخرى من القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ تكثيف هجومه على المدينة، بعدما كان عدد سكّانها ممن بقوا فيها أو نزحوا إليها يقدّر بنحو مليون شخص.

وأفاد الدفاع المدني في القطاع بمقتل 5 فلسطينيين منذ فجر السبت في عمليات قصف إسرائيلي، وذلك غداة إعلانه عن مقتل 50 شخصاً على الأقل في مختلف أنحاء القطاع المحاصر والمدمّر جراء 23 شهراً من الحرب.

وكتب أدرعي عبر "إكس" أن بحسب تقديرات الجيش "انتقل أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين في مدينة غزة الى خارج المدينة حفاظاً على سلامتهم".

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كان نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها قبل تكثيف الجيش هجماته للسيطرة على غزة وبدء تدميره للأبراج العالية قبل نحو أسبوع.

السيطرة على المدينة
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّه يريد السيطرة على مدينة غزة، التي قال إنّها تشكّل آخر معاقل حركة "حماس" في القطاع.

والسبت، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحثّ سكان الأحياء الغربية في كبرى مدن القطاع، على مغادرتها بينما أفاد الدفاع المدني عن استمرار الغارات الجوية.

وجاء في المنشور أنّ الجيش "مصمّم على حسم (المعركة مع) حماس في كل مكان وسيعمل ضدها أيضا في مدينة غزة بقوة كبيرة".

وأضاف "في هذه المرحلة شارع الرشيد مفتوح ويمكن الإخلاء عبره إلى المنطقة الإنسانية في المواصي (جنوب)... من أجل سلامتكم أخلوا فوراً".

غير أنّ منطقة المواصي تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر. ويقول الفلسطينيون إن لا مكان فيها لنصب خيام إضافية.

واضطرت الغالبية العظمى من سكّان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح خلال الحرب.

وكانت القوات الإسرائيلية دمّرت عدّة أبراج سكنية في مدينة غزة في الأيام الأخيرة، حيث أوضح الجيش أنّه ينوي "تكثيف وتيرة ضرباته محددة الأهداف... لإلحاق ضرر بالبنية التحتية الإرهابية لحماس... وتقليل التهديد الذي تشكله قوّاتها".

وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من "كارثة" في حال المضي قدماً في خطة السيطرة على مدينة غزة التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية في آب.

وتندّد المنظمات الإنسانية بمشروع تهجير سكان شمال القطاع مجدّداً إلى جنوبه.

أسفر هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وردّت الدولة العبرية بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 64756 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 أسيراً في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصاً خُطفوا في الهجوم.