كاتس يحرّض على مخيم جنين: يجب إخلاؤه والتعامل معه مثل غزة

قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه يجب التعامل مع مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، مثلما يجري التعامل مع قطاع غزة وتهجير سكانه. وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، التي أوردت الخبر في وقت متأخر من اللية الماضية، أن أقوال كاتس جاءت خلال لقائه يوم الأربعاء الماضي، مع رؤساء مجلس المستوطنات "ييشاع"، إذ تطرّق خلال الجلسة المغلقة إلى الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة، مبدياً موقفاً متشدداً.

واعتبر كاتس خلال اللقاء أن "مخيمات اللاجئين هي مركز الشر، فهي ليست تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، بل تحت سيطرة إيران، ويجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من سكانه، ويجب التعامل معه مثلما نتعامل مع قطاع غزة". وأشار كاتس في ذات اللقاء، إلى أن خط الحدود الشرقية مع الأردن مخترق فعلياً أمام التهريب، على حد ادعائه، مضيفاً أنه يجب إقامة عائق كبير على الحدود الشرقية. ولم يعلق مكتب وزير الخارجية على هذه الاقتباسات التي نشرتها الصحيفة العبرية.

وعُقد اللقاء للتباحث في خطوات يقودها مجلس "ييشاع" الاستيطاني في الآونة الأخيرة، للتصدي لعقوبات تنوي دول أجنبية فرضها على مستوطنين ومنظمات استيطانية. والتقى رؤساء مجلس الاستيطان يوم الأربعاء كاتس، والتقوا في اليوم التالي (الخميس) رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقال نتنياهو خلال اللقاء: "هذا الأمر (العقوبات) يتجاوز كل الحدود ويزداد سوءاً. أنا أتفهم ذلك، ويجب عدم السماح باستمراره. ذكرت ذلك أمام الإدارة الأميركية، خلال زيارتي للولايات المتحدة، وبسبب الانتخابات فإن الفترة المقبلة ليست سهلة هناك. سأواصل العمل بشأن هذه القضية أمام الولايات المتحدة والدول الأخرى". ووعد نتنياهو بتعيين منسّق خاص بشأن مكافحة العقوبات.

من جانبه، قال رئيس المجلس الاستيطاني الإقليمي يسرائيل غانتس لرئيس الحكومة نتنياهو: إن "معالجة مسألة العقوبات لا يمكن أن تنتظر انتخابات الولايات المتحدة. للأسف، إسرائيل لم تقل بفم مليء كفى للعقوبات، ولم تتخذ خطوات عملية من أجل التصدي لهذا التهديد، الذي يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية". 

يأتي ذلك في وقت فرضت فيه عدة دول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، عقوبات على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية متهمين بارتكاب أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين، وسط مخاوف من أن تؤدي هجمات المستوطنين وحماية قوات الاحتلال لهم من تفجر الأوضاع في الضفة.

ولطالما كان مخيم جنين معقلاً للمقاومة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، وشهدت فيه المقاومة تطوراً كبيراً أعاد إلى الأذهان زخم الانتفاضة الثانية، فيما كانت الضفة تشهد هدوءاً في مختلف المناطق تقريباً، وهو ما دفع الاحتلال إلى شنّ عدة عمليات عسكرية أدت إلى إيقاع شهداء وجرحى، وخلّفت دماراً كبيراً في البنية التحتية. وكان آخر هذه العمليات في السادس من الشهر الحالي عندما شنت قوات الاحتلال عملية في جنين ومخيمها وقصفت سيارتين وحاصرت أحد المنازل، ما أوقع ثمانية شهداء.