كارثة المبنى المنهار في ميناء طرابلس: شهيدان وتشرّد عائلات

ترك انهيار مبنى الزيلع في مدينة الميناء بطرابلس، علامات استفهام كبيرة حول مدى اهمال ملف الابنية الآيلة للسقوط من جهة، ومن جهة ثانية، حجم الفوضى في تخزين مواد شديدة الخطورة، ضمن مجمعات سكنية تهدد كل ما يحيط بها...

 

فجأة اشتعلت النيران في مستودع ضمن مبنى الزيلع، وما لبثت ألسنة اللهب ان امتدت وادت الى انفجار مواد يعتقد انها قوارير غاز ومواد شديدة الاشتعال مما عرقل عمليات الإهماد التي جرت بمنتهى الصعوبة، والى اقدام عناصر الدفاع المدني وجهاز الاطفاء على خوض غمار مغامرة فائقة الجرأة والبطولة لإهماد النيران، الامر الذي ادى الى استشهاد عنصرين من الدفاع المدني وجهاز الاطفاء هما الشهيد عبدالله المهتدي من بلدة البيرة العكارية، وخليل الاشقر من طرابلس، وذلك لحظة انهيار المبنى المؤلف من ست طبقات عليهما..

نجم عن كارثة المبنى، تشرد عشرات العائلات التي كانت قد سارعت الى الاخلاء لحظة اندلاع النيران التي تمت السيطرة عليها بصعوبة فائقة، واثر انهيار المبنى الذي قضى تحته الشهيد خليل الاشقر، ثم جرى انتشال الشهيد عبدالله المهتدي بحالة حرجة ما لبث ان فارق الحياة عند وصوله الى المستشفى.

سارعت هيئة الاغاثة العليا الى تأمين مأوى مؤقت للعائلات في مبنى المدرسة الفندقية بالميناء الذي سبق اعتماده مركز ايواء للنازحين من الجنوب والضاحية والبقاع اثناء العدوان الاسرائيلي، وباشرت الاجهزة الامنية والقضائية تحقيقاتها في اسباب الحريق وانهيار المبنى.

وقعت الكارثة عقب كارثة سبقتها متذ اسابيع في انهيار مبنى بمحلة الرفاعية ادى الى مقتل سيدة متقدمة في السن قضت تحت سقف المنزل الذي تهدم..

ما يحصل من مآس في مدينة طرابلس اعاد الى الواجهة قضية الابنية المتهالكة في المدينة، وبغياب اجهزة الرقابة والمتابعة من قبل الاجهزة المختصة لمختلف القضايا المتعلقة بالسلامة العامة والاماكن السكنية، عدا عن ملف اكثر اهمية يتعلق بالمنشآت والمستودعات التي تحوي مواد خطرة والتي تنشأ في محيط الابنية السكنية، مما يستدعي تفعيل اجهزة الرقابة لا سيما المجالس البلدية التي تعتبر المسؤولة الاولى عن مراقبة الابنية وملاحقة ملف الابنية الآيلة للسقوط، حيث اكدت مصادر البلدية انها رفعت كتبا بهذا الشأن الى وزارة الداخلية والمراجع المختصة بانتظار اتخاذ التدابير والاجراءات الفعلية لمنع تكرار الكوارث في مدينة تكاد تعيش مسلسلات من الكوارث لا تنتهي، عدا ما يحصل من تفلت وفوضى واطلاق رصاص عشوائي، وما حصل منذ ايام حادثة مقتل شاب في الزاهرية بظروف غامضة ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادثة.