المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 19 حزيران 2019 14:46:52
بدعوة من بيت المستقبل، عقدت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركية سابقا لشؤون الخطط والقدرات الإستراتيجية، مارا كارلين، حلقة حوار تحت عنوان: "لبنان والولايات المتحدة الأميركية مسار معقد، ماضيا وحاضرا ومستقبلا"، في سراي بكفيا، شارك فيها الرئيس أمين الجميّل، نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ، الوزير السابق روجيه ديب، المدير التنفيذي لمؤسسة بيت المستقبل سام منسى وعدد من العسكريين والخبراء والإعلاميين، وادار الحلقة الباحث الدكتور جان بيار قطريب.
ورأت كارلين أن الشرق الاوسط ومحاربة الإرهاب لم يعودا يتمتعان بالأولوية بالنسبة الى استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بل الأولوية الآن هي لمواجهة الصين وروسيا لتأمين اوروبا وآسيا. واضافت: انه يتوجب على الادارة الاميركيةأن تعيد ترتيب اولوياتها من اجل وجود اوروبا وآسيا في منطقة آمنة تحت المظلة الأميركية. ولفتت الى شعور متنام بأن النظام العالمي الذي ابصر النور بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتزعزع.
وأعلنت: لا نشعر بالمفاجأة بسب توتر العلاقة بين اميركا وايران، فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي وبعد فرضها عقوبات على ايران كان من الطبيعي ان تقوم طهران بردات فعل، ولكن اذا كانت ايران مسؤولة عن الهجمات التي حصلت في الخليج العربي فمن هي الجهة التي نفذتها الجيش، الحرس ام الميليشيات الموالية لها؟ هذه الامور مهمة لاميركا لأنها قد تساهم في تحديد ردة فعلها.
وتابعت: "السؤال هو هل ستنجر الولايات المتحدة المهتمة بروسيا والصين الى ازمة مع ايران وكيف سيكون شكلها؟ وقالت: لقد شاركت اميركا في حرب افغانستان عام 2001 ولا نزال حتى الان غير قادرين على وضع حد لتداعياتها، فما بالكم بتداعيات حرب مستقبلية بين ايران واميركا. ورأت ان أي ازمة بين الطرفين ستعتبر معركة وجودية بالنسبة لإيران ولا ندري ماذا ستكون تداعياتهاعلى لبنان ودول المنطقة.
وقالت: شهدنا العام الماضي حديثا عن حرب محتملة بيننا وبين كوريا الشمالية ومن ثم زال الخطر وانتقلنا الى المفاوضات ربما يجري الشيء نفسه اليوم مع ايران، الرئيس دونالد ترامب مستعد لذلك ولكن لا يوجد اي جهة تدعم هكذا توجه لا في الداخل الاميركي ولا بين حلفاء واشنطن في الخليج.
وتطرقت كارلين للعلاقة بين الولايات المتحدة ولبنان، فبالنسبة لواشنطن كل المسائل مرتبطة بلبنان، الدينامية السنية الشيعية، الديموقراطية، مسار السلام، الأرهاب والأمن. واعتبرت ان العلاقة الأمنية بين الدولتين تعكس ديناميات هذه المشاكل المرتبطة ببعضها البعض، وهذه العلاقة كانت وما تزال متقاربة وغامضة في الوقت عينه. وقالت: بعد العام 2005 انفقت الولايات المتحدة الملايين لدعم المؤسسات ومن بينها الجيش اللبناني الذي لم يكن مسلحا بالشكل الكافي ولم يكن منتشرا على كل الأراضي اللبنانية ولكن سمح القرار 1701 بانتشاره على كل الأراضي اللبنانية وشكلت معركة نهر البارد لحظة اساسية وفرصة للولايات المتحدة لتقديم مساعدات اضافية ولكن لم يعترف احد بهذه المساعدة بل تم الاستهزاء بها في حين أن الدعم والمساعدات للجيش بلغت نحو ملياري دولار وهناك نقاش يجري في الداخل الإميركي حاليا حول فكرة وضع حد لهذه المساعدات من زاوية المخاوف من أن تصل أسلحة الجيش اللبناني إلى حزب الله.
وأكدت أن واشنطن تنظر إلى حزب الله من زاوية اهتمامها بإيران وسوريا ولا تراه من عدسة السياسة الداخلية اللبنانية، ولذلك من الممكن أن يكون مشاركا في الحكومة وعلى لائحة الإرهاب الأميركية.
وتطرقت اخيرا لموضوع اللاجئين ولتأثيرهم على الدول المضيفة، ورأت انه من الصعب عودتهم بشكل طوعي وآمن في ظل الظروف الراهنة، وهم سيبقون في لبنان وفي الدول المضيفة في السنوات المقبلة وسيشكل ذلك بطبيعة الحال ثقلا اقتصاديا واجتماعيا وامنيا كبيرا على لبنان.