كاميرات مراقبة تظهر فظائع "داعش" في مشفى أطفال بحلب

أظهرت لقطات لكاميرات مراقبة في مشفى للأطفال بمدينة حلب فظائع جديدة لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.

وطوال شهور خلال العام 2013 صورت كاميرات المراقبة أحداثاً مروعة أقرب إلى فيلم رعب، حيث تجول مسلحو التنظيم الإرهابي من دون أقنعة تخفي هوياتهم، ومارسوا التعذيب ضد المعتقلين لديهم خلال سيطرتهم على المدينة، من دون أن يدركوا أن كاميرات المستشفى وثقت ذلك، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وحصلت "لجنة العدالة والمساءلة الدولية" وهي لجنة تحقق في جرائم مرتكبة من الجماعات المتطرفة من أجل الملاحقة الجنائية، على تلك التسجيلات. وقال مدير التحقيقات والعمليات في اللجنة كريس إنغلز: "هذه المقاطع المصورة أدلة شديدة الأهمية في أية محاكمة. نحن قادرون على التحقق من قصص الناجين من الضحايا".

واستخدم التنظيم المستشفى كسجن، لم يخرج منه كثيرون على قيد الحياة. وحينما استعاد عناصر من المعارضة السورية السيطرة على المبنى من "داعش" في كانون الأول/ديسمبر 2014، وجدوا جثثاً ملقاة على الأرض لأشخاص تم إعدامهم وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وتجول مسلحو "داعش" داخل أروقة المستشفى ونقلو السجناء معصوبي الأعين وضربوهم بالعصي وعذبوهم.

وفيما بذل "داعش" جهداً كبيراً لتصدير صورة دموية له عبر دعايته التي غيرت معنى الدعاية الجهادية بالتركيز على المقاطع المصورة بحرفية عالية وسينمائية مستوحاة من تلفزيون الواقع، فإن المقاطع التي كشفتها "سي إن إن" تبقى بعيدة عن ذلك، وهي الصور التي لا تريد "داعش" عرضها للعالم أو لأولئك الذين حاولت استقطابهم على حد سواء.

وأفاد الصحافي الفرنسي، ديدييه فرانسوا، الذي احتجزه التنظيم في حلب قبل أن يتم إطلاق سراحه: "كان هناك بعض السجناء السوريين والعراقيين ومواطنين محليين احتجزوا لأسباب مختلفة مثل التدخين. تعرضوا للاعتداءات والتعذيب، وكنا نسمع أصواتهم من خلف الأبواب". وروى تفاصيل لرؤية جثث تغرق في الدماء وغرف التعذيب اليومية المروعة.

وكان التنظيم الإرهابي سيطر لسنوات على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور، قبل أن يتم طرده منهما تدريجياً. وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في آذار/مارس 2019، هزيمة التنظيم، بعد السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز شرقي سوريا بدعم من التحالف الدولي.

وتساعد اللجنة في إجراء محاكمات في 13 دولة ضد مرتكبي جرائم، وتقول إنها تحصل على تمويلها بحسب كل مشروع على حدة من الحكومات الغربية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا. وقال إنغلز أن "سلطات إنفاذ القانون أو الادعاء المحلي لا يمتلكون ما يكفي من الأدلة لإثبات أن مشتبهاً به أو أكثر كانوا أعضاء في منظمة إرهابية، وتتم إدانتهم بالانضمام أو تمويل هذه المنظمة، لكننا نعتقد أنه من المهم أن نكون قادرين على محاكمتهم بتهم التعذيب والاختطاف والقتل".

وأوضحت اللجنة أن المقاطع من المستشفى في حلب تم استخدامها بالفعل في التعرف على مشتبه فيه في فرنسا، وأنها تلقت مئات الطلبات للحصول على أدلة من جهات إنفاذ القانون حول العالم. وعلق أنغلز: "نحن قادرون على إظهار العالم اليوم كيف تبدو الدولة الإسلامية وراء الكواليس".