المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الجمعة 18 تشرين الأول 2024 12:07:49
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حديث لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية امس أن "حزب الله يختبئ خلف مواقع اليونيفيل ليطلق الصواريخ علينا". وأضاف: هدفنا في لبنان إعادة سكان الشمال لمنازلهم وتفكيك بنية حزب الله العسكرية. وقال "سندمّر كل البنية العسكرية لحزب الله التي بناها خلال عقدين".
قبل هذه المواقف الاسرائيلية المهدِدة للقوات الاممية والتي ارتفعت وتيرتها في الآونة الاخيرة، عقد الخميس مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتم التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالاجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها. وفي الوقت نفسه، تم التوضيح أن حزب الله لا يمكنه استخدام أفراد اليونيفيل دروعًا في سياق النزاع. الدول الـ16 اتفقت على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من "اليونيفيل". المعارضة الإيطالية المتمثلة برئيسة الحزب الديموقراطي الي شلين، رحبت بالموقف الأوروبي وطالبت بـ"المزيد من الدعم للبنان". كما صدرت مواقف لنواب من اليسار مثل بينو كبراس تطالب بموقف أقوى "لوضع حد للعدوان الهمجي الاسرائيلي على لبنان".
ايضا، ناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس العمليات الإسرائيلية في لبنان وغزة ، وكتب أوستن على منصة إكس أنه أكد لغالانت أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
ثمة اذا كباش جديد، واضح المعالم، بين نتنياهو والمجتمع الدولي، عنوانه هذه المرة ادارة الواقع الحدودي بين لبنان واسرائيل في المرحلة المقبلة. بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، العواصم الكبرى وعلى رأسها واشنطن، تغض اليوم الطرف عن عمليات اسرائيل العسكرية في لبنان سيما جنوبا من اجل "التخلّص" من البنية التحتية لحزب الله وضمان امان المستوطنات الشمالية وتأمين عودة الاسرائيليين اليها، والحليفان متفقان على هذه العمليات خاصة ان تل ابيب تعلن انها ليست في صدد اعادة احتلال الجنوب او البقاء فيه... لكن وفق المصادر، فإن نتيناهو يبدو يريد ايضا التخلّص من القوات الاممية الموجودة اليوم واستصدار قرار دولي جديد يعطي تل ابيب وايضا العواصم الحليفة لها، صلاحيات شبه مطلقة في مراقبة المستجدات على الحدود، لمنع تكرار تجربة سوء تطبيق القرار 1701. هذه النقطة، خلافية اليوم بين نتنياهو من جهة والمجتمع الدولي ومعه واشنطن من جهة اخرى. ذلك ان العالم يريد بقاء اليونيفل في موقعها ويريد ايضا بقاء الـ1701 كما هو لكن مع التشدد في تطبيقه... فكيف سينتهي هذا الكباش ؟ حسمُه قد لا يحصل قبل تبلور صورة الادارة الاميركية الجديدة، تختم المصادر.