المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام
الخميس 6 شباط 2020 15:42:40
"ثمة تحولات كبرى تحصل مرة في التاريخ تؤسس لسياقات ثقافية وسياسية وتحررية وتمتد مفاعيلها في أنحاء المعمورة طالما أنها تستجيب لمتطلبات الإنسان الروحية والمادية.
الثورة الإسلامية المباركة في إيران التي انتصرت في شباط من العام 1979 هي نموذج فريد لهذه التحولات التي أحدثت إرباكا في مناهج وسياسات وأداء قوى الاستكبار العالمي وحجزت سياقا للمستضعفين الرافضين للهيمنة والتسلط على بلدانهم. ولذلك استحقت بامتياز أن تكون نهضة القرن التي لا تزال تزخر بالحيوية الرؤيوية والمنهجية وبالإقدام والثبات والصمود في مواجهة كل ما تعرضت وتتعرض له من افتئات وحصار وعزل وتضييق اقتصادي وتكنولوجي فشلت جميعها في أن تلوي ذراع هذه الثورة أو أن تفرض عليها الانصياع لإرادة الاستكبار.
تحية نجددها للثورة الإسلامية المباركة في إيران لمؤسسها الفقيه المجدد الإمام الخميني وللولي القائد السيد علي الخامنائي وللشعب الإيراني العظيم ولكل المسؤولين المخلصين الذين ينهضون بإدارة مؤسسات الجمهورية الإسلامية كافة والتحية موصولة لكل الشعوب والقوى المناهضة للظلم والمراهنة على تحقيق عالم بعيد عن تحكم الاستكبار والهيمنة.
من جهة أخرى يحاول الناهبون الدوليون إغواء المنطقة وإغراقها بطروحات يتقنون الخداع في الترويج لها، فيما هي تستهدف المزيد من المصادرة والقضم لقضية الأمة المركزية ألا وهي قضية فلسطين.
إن ما روج له خلال الأيام القليلة المنصرمة من إعلان صفقة القرن ليس إلا عملا يؤكد الانحياز الدائم والمطلق من قبل الإدارات الأميركية لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين. دون أن نغفل عن المتورطين العرب والدور الحقير الذي يؤدونه لتضييع قضية فلسطين. ورغم ذلك كله فإن الأرواح التي تسري في جسد أبنائنا من الشعب الفلسطيني ستكون كفيلة وحدها بإسقاط هذه الصفقة وتحويل تهديدها إلى فرصة.
على الصعيد المحلي، تابعت الكتلة الجهود التي بذلت لإعداد البيان الوزاري وهي تسجل لتلك الجهود الجدية والمواظبة مع الحرص على التزام الواقعية تجنبا لما لا يستطاع وإقرارا بما هو ممكن.
وخلصت الكتلة بعد النقاش إلى ما يأتي:
1 - تدرك الكتلة أن طريقة تشكل الحكومة الراهنة تفسر عدم وجود برامج إنقاذية جاهزة ومعدة لمعالجة الأزمات المالية والنقدية والاقتصادية فضلا عن الأزمات الاجتماعية الأخرى، إلا أن التصدي للشأن الحكومي كان ولا يزال يفرض بذل أقصى الجهود وأكثرها نفعا وتجنب الخيارات التي تحمل أضرارا كبيرة، والمنهجية التخصصية التي ينتمي إليها الفريق الحكومي يفترض أن تساعد إيجابا في تقدير ما يجب اعتماده ولو على مراحل لمعالجة الأزمات بدل استمرار المراوحة وخسارة ما تبقى من فرص وإمكانيات.
2 - إن امام لبنان وفي ظل ظروفه المالية والاقتصادية الصعبة استحقاقات مالية في الاشهر المقبلة. وهي جاءت بفعل اعتماد سياسة الاقتراض وتراكم المديونية العامة.
ان التصدي لهذه الاستحقاقات الموروثة يحتاج ما يشبه الاجماع الوطني، المسارات الجذرية في المعالجة المالية والاقتصادية والنقدية تستوجب قرارا وطنيا وتفهما شعبيا.
3 - في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تؤكد الكتلة تقديرها وإكبارها للمسار التصاعدي التنموي الذي تسلكه الجمهورية الإسلامية رغم كل ظروف الحصار والتضييق الاقتصادي، وتكبر في قيادتها الحرص والتمسك الوثيق بالسيادة الاقتصادية وعدم القبول بالابتزاز في هذا الشأن أيا كانت الضغوط، كما تقدر الكتلة جسيم التضحيات التي تبذلها الجمهورية الإسلامية دفاعا عن المقهورين والمظلومين في مختلف أطراف الدنيا. وهي مسؤولية لا ينهض بها إلا أهل العزم والقدرة والرسالة والمسؤولية.
4 - إذ تؤكد الكتلة إدانتها الشديدة لما أعلن باسم صفقة القرن التي يراد منها كي وعي الشعب الفلسطيني كي ينسى وطنه وقضيته فلسطين، فإنها تعتبر أن هذه الصفقة ستتلاشى أهدافها وستضاعف من قوة ووحدة الشعب الفلسطيني وإرادته.
من جهة أخرى، تحيي الكتلة مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" المقرر عقده في ماليزيا خلال الأيام القليلة المقبلة، تضامنا مع فلسطين، وحق شعبها ونصرة لقضيتها العادلة والمشروعة.
5 - تبارك الكتلة لمحور المقاومة في المنطقة الإنجازات الميدانية التي تتحقق سواء في سوريا باتجاه ريفي حلب وإدلب أو في اليمن مع الإنجازات التي سطرها اليمنيون في منطقة نهم مؤخرا.
إن قطع يد العبث الأجنبي المتسلل عبر بعض الأدوات والمرتزقة سيفتح الطريق أمام استقرار واعد لشعوب منطقتنا وأمنها".