المصدر: النهار
الأحد 6 حزيران 2021 21:01:01
تسببت تغريدة مدير عام هيئة "أوجيرو" عماد كريدية، صباح اليوم، بإرباك كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، فحذّر من أنّ "ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي يضغط على مجموعات توليد الطاقة التابعة لهيئة (أوجيرو)، وكذلك زيادة الطلب على المحروقات التي باتت نادرة أيضاً".
ودقّ ناقوس الخطر من أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد استمرار خدمات "أوجيرو"، وختم تغريدته بـ"اللهم اني بلّغت" مضيفاً حساب وزير الاتصالات طلال حواط في التغريدة. صحيح أنّ مشكلة الكهرباء تتفاقم وتؤثّر على القطاعات كافة، إلا أنّ المشكلة الأساسية في "أوجيرو"، كما يبدو، هي في عدم كفاية ميزانيتها، وهو ما أكّده حواط لـ"النهار" مبرراً لكريدية تغريديته بالقول "بين الفترة والأخرى، يلفت كريدية الانتباه لمشكلتين أساسيتين: الأولى تتعلق بالمازوت، وهو محق بذلك فإذا انقطع المازوت سينقطع الإنترنت". أمّا المشكلة الأخرى فتتعلق بالميزانية المخصصة لـ"أوجيرو".
من جهته، أوضح كريدية لـ"النهار" أنّ "مولّدات الهيئة غير مُعدّة لأن تحلّ مكان ساعات تغذية كهرباء لبنان، فمولّد 60 أو 100 kVA لا يمكنه تحمّل 20 ساعة تغطية من دون انقطاع. يمكن الهيئة أن تعتمد على مولداتها لمدّة تتراوح ما بين الـ5 إلى 8 ساعات من طاقتها الذاتية، لكن ليس لـ20 ساعة".
تمّد المنشآت النفطية هيئة أوجيرو بالمازوت اللازم لتوليد الطاقة، وفق كريدية، الذي أشار إلى أنّ "الكمية المسلّمة تتراوح ما بين الـ60 ألف والـ70 ألف ليتر يومياً، وتمثل هذه الكمية ثلاثة أضعاف ما كنّا نستهلكه قبل زيادة التقنين، وهذا دليل على أنّ انقطاع كهرباء لبنان قاسٍ جدّاً في بعض مراكز (أوجيرو)".
يعتبر كلام كريدية إشارة واضحة إلى توافر مادّة المازوت في خزّانات "أوجيرو"، فالأزمة الآن ليست جرّاء انقطاع المادّة أو شحّها، لأنّ الهيئة تستلم من المنشآت النفطية ما يكفيها لإنتاج الطاقة، وما يعوّض زيادة ساعات التقنين، العقبة الأساس أمام هيئة "أوجيرو" اليوم تقنية، لا يمكن المولدات تحمّل ساعات انتاج متواصلة، الأمر يتطلب صيانة ووجود أكثر من مولّد في "السنترال" لتقسم ساعات الانتاج عليها.
ويسبّب هذا التقنين أعطالاً في المولدات، وعملية الصيانة تتطلب وجود قطع صيانة كافية للقيام بذلك ووقت معقول للإنجاز، وذلك غير متاح. على سبيل المثال، خرج سنترال عكّار العتيقة، منذ يومين، عن التغطية لمدّة 6 ساعات إلى حين صيانة المولدات واستقدام مولّد آخر لإعادة السنترال إلى العمل. فخدمة الانترنت باتت تعتمد في أغلب المناطق على كهرباء المولدات التابعة لـ(أوجيرو)، وهي غير معدّة لذلك".
وأوضح كريدية أنّ "السنترالات الكبيرة التي توزّع الانترنت لديها مولّدات عدّة، لذلك يمكن للهيئة أن تطفئ أحدها وتعتمد على الآخر للاستمرار في تقديم خدمة الانترنت، وذلك طالما المازوت متوافر. لكنني لا أتكلّم اليوم، عن انقطاع شامل وعام للانترنت عن الأراضي الللبنانية، والخطر هو في توقّف بعض السنترالات في المناطق".
وشدد على أنّ "ارتفاع ساعات التقنين ناتج عن انخفاض القدرة الانتاجية في مؤسسة كهرباء لبنان، أكان في التأخر في تفريغ البواخر، أو شحّ المازوت وعدم انتظام تسليمه. وإذا لم تُحلّ المشكلة، ووجَدت هيئة (أوجيرو) نفسها أمام مشهدية عدم إيجاد مازوت للمولدات، وانقطاع كهرباء لبنان، سنكون أمام وضع متأزّم أكثر من الذي التي نتحدث عنه اليوم. فالكهرباء أساس كل شيء، وصرختي تحذيرية، لا يجوز عدم تزويد القطاعات الإنتاجية والحساسة مثل الاتصالات والانترت بالطاقة".
ماذا عن شركتي الخليوي؟
وأوضح حوّاط أنّ مشكلة المازوت تنطبق أيضاً على الشركتين، إذ ثمّة تخوّف من انقطاع خدمة الانترنت التي يوفروها لزبائنهما اذا لم يتأمن المازوت". وتابع: "حتى الآن المازوت موجود... ولكن الخوف اذا لم يؤمّن!". أمّا كريدية فأكّد أنّ كل الأراضي اللبنانية والشركات، ومنها "ألفا" و"تاتش"، تشملها خدمات "أوجيرو".
ولفت حواط أنّ "ميزانية (أوجيرو) غير كافية، خصوصاً في ظلّ ارتفاع سعر الصرف، وتالياً كيف ستؤمن الأموال للصيانة وشراء المعدات؟". وكشف أنّ كريدية طلب بزيادة ميزانية "الهيئة" إلا أنّه لم تتم الموافقة إلا على نحو 48 مليار ليرة وهو غير كاف، وقد سجلّت اعتراضي عليه، وكذلك فعل كريدية". وسأل: "إذا لم تؤمّن الحكومة المبالغ الكافية للصيانة كيف ستواصل (أوجيرو) عملها؟".
وعلمت "النهار" من أوساط مؤسسة كهرباء لبنان أنّ أي جهة لم تتواصل مع المؤسسة بشأن إيجاد آلية لتأمين الطاقة لـ"أوجيرو"، وأكّدت أنّ "الوضع سيكون صعباً لأنّ مراكز (أوجيرو) موزّعة على كل الأراضي اللبنانية ولا يمكن مضاعفة القدرة الانتاجية للكهرباء في كل المناطق". وأشارت الأوساط إلى أنّ مشكلة الكهرباء لا تزال على حالها فهي لا تنتج أكثر من 720 ميغاواطاً، ومشكلة (أوجيرو) تعاني منها كل القطاعات، ومنها مؤسسات المياه.