كلام مسعد بولس "رنّح" موعد "الرئاسة" مؤجلاً الحسم إلى بداية عهد ترامب

بات موعد جلسة 9 يناير 2025 الرقم 13 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية محور أخذ ورد، بين العمل لتثبيت انعقاد الجلسة وانتخاب رئيس، وبين فريق محلي روج مسبقا للتروي والانتظار، في الطريق إلى تحقيق مكاسب جذرية، وإيصال مرشح لا يدور في فلك «الثنائي الشيعي».

وجاء كلام مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط الأميركي ـ اللبناني مسعد بولس بالدعوة إلى التروي وعدم التسرع لافتا، وهو لاقى الطروحات المحلية، من دون إسقاط حصول ترتيب مسبق، وفقا لتجارب سابقة في هذا الشأن.

وعلق مسؤول سياسي رفيع المستوى لـ«الأنباء» عن تأثير ما يجري حاليا من تطورات عسكرية في سورية على الساحة اللبنانية بالقول: «بالنسبة إلى التأثير على لبنان، هناك خشية من تحريك الخلايا النائمة من تنظيم (داعش) وجبهة النصرة. ممكن ياخدوا روح ويعملو مشاكل واضطرابات. لذا تعمل المخابرات في الجيش اللبناني على تفادي أي حركة مخلة بالأمن في الشمال تحديدا».

وتابع: «اما التأثير البعيد المدى فممكن حصوله بالمستقبل عندما يتم إعداد الحل الشامل للمنطقة: جغرافيا جديدة مثلا. وعند تقسيم المنطقة من جديد وطبعا ليس بالمدى السريع، ووفقا لكلام سابق عن التقسيم، ممكن ان يخسر لبنان قطعة منه، في الشمال تحديدا. الا ان هذا الكلام سابق لأوانه. وقد طرأ تطور متعلق بالانتخابات الرئاسية اللبنانية، وجاء في كلام مستشار ترامب للشرق الأوسط، لجهة قوله (في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال): لم العجلة والتسرع بالانتخابات الرئاسية (اللبنانية)؟ ومن انتظر سنتين يستطيع الانتظار شهرين أو ثلاثة بعد، ويعمل على الموضوع بشكل متكامل ودقيق بعيدا من التسرع».

وتابع المسؤول السياسي الرفيع: كلام بولس يوحي بأن موعد 9 يناير 2025 لن يكون حاسما. وبالتالي من المستبعد ان «ننجح» بانتخاب رئيس للجمهورية قبل تسلم ترامب منصبه (في 20 يناير)، وعندها ممكن تبديل المعادلات الإقليمية من قبل الإدارة الأميركية الجديدة. ومن الواضح أيضا ان فريق ترامب يخشى حصول «تهريبة» للرئيس اللبناني قبل تسلم ولايته الدستورية. وعندها ندخل في تبعات حصول اتفاق أميركي ـ ايراني «يشمل لبنان».

وأبدى خشيته من عدم تثبيت الهدنة مع إسرائيل التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار، «بذريعة خارجية عنوانها تراخي لبنان الرسمي، وعدم تنفيذ الجيش اللبناني الاتفاق كما هو منصوص عليه. ومعلوم ان الجيش في غير وارد مواجهة حزب الله والاصطدام به وبالقاعدة الشيعية، لما لذلك من تداعيات خطيرة على البلد. ولطالما حذر البعض من ان اتفاق وقف إطلاق النار فخ للبنان والجيش والناس».

وتوقع عدم قبول «الثنائي» تسوية تقضي بوصول العماد جوزف عون إلى قصر بعبدا، الا في حال حصول مشاكل تحت عنوان عدم تنفيذ الاتفاق. مشاكل تتطور إلى ضغط ميداني تتعقد معه الأمور على الأرض، وعندها تحصل تسوية تتضمن حفظ دور الثنائي الشيعي بعد قبوله بانتخاب العماد عون. ولطالما طبق في لبنان شعار: ع الحار بتاخد اللي ما فيك تاخدو ع البارد!».

وفي سياق التطورات السورية، انتشر تسجيل صوتي منسوب إلى مسؤول في «حزب الله»، يدعو فيه المقيمين اللبنانيين في مناطق عدة بالداخل السوري، إلى التجمع في نقاط محددة، تمهيدا لنقلهم بحافلات إلى لبنان.

في المقابل، علمت «الأنباء» ان قيادة الجيش اللبناني اتخذت إجراءات خاصة على الحدود، في ضوء التطورات السورية الأخيرة، وهي بطبيعة الحال، لا تعلن عن طبيعة إجراءاتها.