كل التفاصيل عن الإصابات الـ25 في قرطبا...وأحد المصابين ينقل تجربته

سجّلت 25 إصابة بكورونا في بلدة قرطبا ما تسبب بحالة من الهلع، الامر الذي استدعى اتخاذ إجراءات صارمة والاتجاه إلى عزل المنطقة بهدف الحد من انتشار الوباء واحتوائه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتزيد معدلات الإصابات اكثر بعد. يبدو المشهد اليوم في قرطبا مختلفاً تماماً عما كان عليه في الأسابيع الماضية، ولعل السبب بحسب بعض أبناء البلدة حالة الاستهتار من البعض في الفترة الأخيرة.

كيف اكتشفت الإصابات الـ25 في البلدة؟

بحسب المحامي سيمون كرم من بلدية قرطبا إن ظهور إصابة في البلدة لسيدة كانت قد أقامت احتفالاً بمراسيم القربانة الأولى لابنتها، استدعى إجراء الفحوص لكافة المخالطين خوفاً من انتشار الوباء. علماً أنه كان قد وضع بين اتحاد البلديات وجامعة البلمند فاستعانت البلدية بالجامعة وأجريت فحوص كورونا لكافة المخالطين في اليوم الاول وأتت النتيجة سلبية. أما في اليوم الثاني فتم التوسع في الفحوص لتشمل شباباً من البلدة وأصحاب محال تجارية لهم احتكاك مباشر مع عدد كبير من الأشخاص. تبين عندها وجود 25 إصابة منها اثنتان من خارج البلدة واثنتان من العمال السوريين وثمة متابعة لإجراء المزيد من الفحوص. ويشير إلى أن الحفل الذي أقامته السيدة كان بتاريخ 11 تموز وشعرت بعده بأيام عديدة باعراض المرض فأجرت الفحص وتبين إصابتها. كما تبين أن ولديها وزوجها مصابون بالمرض وقد حجرت العائلة نفسها في خارج قرطبا. 

هل يلتزم أهل المنطقة بالتدابير الوقائية؟

مما لا شك فيه أن التهاون والاستخفاف بالتدابير حاصل في مختلف المناطق اللبنانية في الفترة الاخيرة ولا يقتصر على منطقة دون أخرى. ورغم التزام أهالي قرطبا في الفترة الأولى من انتشار الوباء ثم بعد رفع التعبئة العامة، حصل تهاون. أما اليوم فيؤكد كرم أن الوضع مختلف ولعل التخوّف من الفيروس دفع أهالي البلدة إلى التشدد والتقيّد بكافة الإجرءات، خصوصاً ان رهبة إجراء الفحوص في البلدة في اليومين السابقين كانت لها وقع عليهم أيضاً. مع الإشارة إلى أن ثمة أقاويل عن أن السيدة التي ظهرت إصابتها كانت تعرف بذلك مسبقاً قبل إقامة الحفل فاستهترت وأقامت الحفل من دون أن تتحمل المسؤولية. لكن لا شيء مؤكداً حول هذا الموضوع وتظهر المعطيات أنها حرصت على إجراء الفحص ما إن ظهرت الأعراض وبلغت بالنتيجة. وحالياً بعد التواصل مع رئيس البلدية، أعلنت وزارة الصحة أنها سترسل 33 فحصاً سريعاً إلى المنطقة. ويشير كرم إلى ان البلدية كانت قد جهزت من بداية انتشار الوباء فندقين لكل من لا تتوافر به الإمكانات ليحجر نفسه في منزله.

هل عزلت المنطقة بشكل تام؟

لم تعزل المنطقة بكل ما للكلمة من معنى، بل أقفلت المحال كافة باستثناء الأفران والسوبرماركت وتقف القوى الامنية عند مداخل البلدة للتدقيق وللحد من المخالطة بحيث لا يدخل أحد أو يخرج إلا عند الضرورة. كما توقفت القداديس منذ ظهور الحالة الأولى وكذلك أقفل النادي حيث تزيد المخالطة عادةً. ويتقيد الكل بحسب قوله بالتدابير التي فرضت حرصاً على السلامة العامة.

تجربة مصاب

عرف الشاب طوني كرم بإصابته بالفيروس من طريق الصدفة عندما علم عن الفحوص التي تجرى في المنطقة. فتوجه لإجراء الفحص ولم يكن يعاني أية أعراض أو مشاكل وإذ به يكتشف أن نتيجته إيجابية. حتى اللحظة لا يعاني أي أعراض ولا يزال يشك في ما إذا كانت النتيجة دقيقة. كما يتصور أنه إذا كانت النتيجة فعلاً صحيحة قد يكون قد التقط الفيروس في السوبرماركت فما من احتمال آخر وارد في ذهنه، خصوصاً انه من الأشخاص الذين يتقيدون إلى أقصى الحدود بالتدابير الوقائية ولم يكن يخرج إلى الأماكن العامة أو يختلط بآخرين. ولم يقابل إلا شابين او ثلاثة من أصدقائه طوال هذه المدة وأتت نتيجة فحوصهم إيجابية. لذلك ليس قلقاً حول ما إذا كان من الممكن أن يكون قد نقل الفيروس إلى الآخرين.