المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شربل دياب
الثلاثاء 12 تشرين الأول 2021 19:34:09
كتب شربل دياب: تُعاني الجامعة اللبنانية من مصائب لا متناهية أسوةً بسائر مؤسسات الدولة التي أنهشها الفساد وانعدام "الحسّ" بالمسؤولية، ففي غابة "كل مين إيدو إلو"، يُعيّن الإداريون في مناصبهم وفق آليةٍ تتّبعها المنظومة الحاكمة ألا وهي "المحاصصة".
من هنا عيّن مجلس الوزراء في جلسته التي عُقدت في القصر الحكومي في بعبدا مساء اليوم الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2021، عميد كلّية العلوم سابقاً، الدكتور "بسام بدران" رئيساً للجامعة اللبنانية بعد انتهاء ولاية سلفه فؤاد أيوب.
وفي وقتٍ سابق، كانت قد أشارت صحيفة الأخبار في مقالٍ صادر في صفحاتها إلى أن "جوجلة أسماء المرشحين لرئاسة الجامعة للتوافق عليها تجري بين كل من حركة أمل وحزب الله لكون المنصب محسوباً للطائفة الشيعية"، أي أن "المحاصصة" باتت في أوجها ومن دون خجل في حين أن الثنائي قد ثبّت مواقعه في الدّولة ومؤسساتها، "فكما في المالية.. كذلك في اللبنانية".
وفي السابق، وبالتحديد في العام الدراسي 2017-2018، حينما يترقب مجلس الجامعة إقرار عقود الأساتذة المنوي التعاقد معهم في كليّة العلوم، رفع الأساتذة المستثنون من التعاقد، الذين فازوا في مباراة شباط 2017، صوتهم مطالبين رئيس الجامعة فؤاد أيوب بتسوية أوضاعهم، بعدما "ضاع حقّهم بسبب المحاصصة السياسية"، وفق تعبيرهم.
الأساتذة المستثنون، وجهوا رسالةً إلى أيوب مذيّلةً بتوقيع "لجنة الفائزين في مباراة شباط"، وذلك حين نظّمت اللجنة العلميّة في كليّة العلوم، التي شكلها العميد السابق حسن زين الدين، مقابلات نتج عنها اختيار 126 أستاذاً جامعياً من أصل نحو 1300 مرشح.
وفي الرسالة، اعتبر الأساتذة المستثنون أن المقابلات التي جرت وفق أسس علميّة واضحة، جاءت نتائجها عكس ما تشتهيه القوى السياسية التي اعتادت المحاصصة في كل شيء. إذ "لم تكتفِ الودائع السياسية في مجلس الكلية بتعطيل نتائج المباراة، بل أجرت مؤخراً مقابلات من دون أيّ إعلان رسمي ومن دون احترام السير الذاتية لمن تم تصنيفهم في شباط، رغم أن معظمهم وعلى رأسهم عميد الكلية الحالي بسام بدران، كانوا من أعضاء اللجان في مباراة شباط". وسألوا: "كيف تكون نتائج المباراة غير قانونية وهم مشاركون فيها؟".
حينها وصف بدران ما يجري في حديثٍ لصحيفة المدن بأنه حملة تشهير وإساءة لسمعة الجامعة الوطنية. وأضح أنه "كان المطلوب 12 أستاذاً. وقد أخذت الكليّة 20 أستاذاً فائزاً بدل 12. ما يعني أن مقابلات شباط لم تُلغَ. لاحقاً، استكملت المقابلات بناءً على شواغر 2017– 2018، وعلى هذا الأساس وافق مجلس الوحدة في الجامعة على التعاقد".
ورفض بدران اتهامه بإخضاع ملف التعاقد للمحاصصة السياسية، سائلاً: "هل يوجد أستاذ ليس لديه انتماء سياسي؟ ومن أين نأتي بأساتذة لا انتماء لهم في لبنان؟"
وبالعودة الى العام 2017، كرّم المكتب التربوي في حركة أمل إقليم الجنوب عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، في مجمع الملاك – أنصارية، وفي سياقِ التكريم تحدّث بدران قائلاً:" قبل البدء بكلمتي أتقدم بالشكر الجزيل والاحترام الكبير لراعي العلم والعلماء دولة الرئيس الأخ نبيه بري، الذي غمرني بمحبته ودعمني في مسيرتي العلمية وصولاً إلى تكليفي عمادة كلية العلوم في الجامعة اللبنانية".
وأضاف:" نعم وملئي الاعتزاز والفخر أقول أن حركة المحرومين هي التي احتضنتني منذ أعوام طويلة، فقدمت لي منحة الدكتوراه مكنتني من الدراسة في بلجيكا ثم العودة إلى بلدي ومجتمعي لكي أكون في خدمة أهلي ووطني"، موجها كل تحيات الحب والتقدير والصداقة والأخوة إلى أبناء الحركة، آملاً منهم أن يستمروا "في خدمة الفقراء والمحرومين فتثلجوا بذلك صدر إمامنا المغيب الذي لطالما كان همه الأكبر الارتقاء بالإنسان ونشر العلم والمعرفة".
بدران لم يُخبئ انتمائه السياسي وعُيّن رئيساً للجامعة اللبنانية بفضل "حركة أمل" المحسوب عليها، هي التّي عيّنته سابقاً عميداً لكلّية العلوم، وأمام هذا الحدث "الإعتيادي" في دولةٍ أفسدها "مسؤولوها"، وفي زمن المساءلة، إن الإرتياب مشروع قُبيل بدء الرئيس الجديد في مهمّته لأن ما تنتجه المحاصصة لا يُثمر، بل يُدمّر.