عقب تصريحات عدّة للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن يقينه من أنّ مصر والأردن ستوافقان على استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة، باعتبار أنّ الولايات المتحدة تقدّم لهم "الكثير"، فجّر الرئيس الجمهوري قنبلة جديدة بتهديد البلدين العربيين بحجب المساعدات عنهما.

وقال ترامب: "الولايات المتحدة تدفع المليارات سنويا للأردن ومصر، وسكان غزة لن يعودوا إليها، لأننا سنبني لهم أماكن أجمل هناك وأعتقد أنني قادر على إقناع البلدين، وإذا لم يوافقوا قد أوقف المساعدات".

كم تبلغ قيمة المساعدات التي يهدد ترامب بحجبها؟
وفقاً لأحدث بيانات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID"، وصلت قيمة هذه المساعدات في العام 2023 إلى نحو 3.2 مليار دولار.
وبلغت حصة الأردن 1.72 مليار دولار فيما حصلت مصر على 1.45 مليار دولار من قيمة المساعدات.
إلا أنّ للمساعدات الأميركية للقاهرة وعمّان تاريخ طويل، يبدأ منذ منتصف القرن العشرين.

مصر 
بالنسبة لمصر، بدأت هذه المساعدات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كمساعدات اقتصادية بقيمة متواضعة، لكن عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين مصر وإسرائيل أضيفت إليها مساعدات عسكرية.
ومنذ ذلك الحين، تحصل القاهرة على 2.1 مليار دولار سنوياً من الولايات المتحدة، منها 1.3 مليار للجيش كمساعدات عسكرية و815 مليون دولار مساعدات اقتصادية للحكومة وللمنظمات غير الحكومية.
ومقابل المساعدات العسكرية، تقدّم مصر تسهيلات للولايات المتحدة، من بينها السماح بمرور القطع العسكرية الأميركية عبر قناة السويس.
إلا أنّ هذه الأموال لا تُحوّل مباشرة إلى الحكومة المصرية على شكل أموال سائلة. ووفقاً للاتفاقية، يتم إيداع المساعدات في حساب خاص لدى المصرف الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الذي يحوّلها إلى صندوق ائتماني. ويتولى الصندوق الأخير توجيه الأموال إلى شركات تصنيع السلاح والموردين، ما يضمن للولايات المتحدة استمرار تشغيل هذه الشركات وتوفير وظائف لمواطنيها.
ومنذ عام 1946، قدمت الولايات المتحدة لمصر أكثر من 85 مليار دولار كمساعدات خارجية ثنائية، وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، قررت إدارة ترامب الجديدة تعليق معظم مساعداتها الخارجية، باستثناء العسكرية المقدمة لمصر وإسرائيل، بانتظار مراجعة شاملة لبرامج المساعدات.
وإضافة إلى المساعدات السنوية، وافقت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً على صفقة أسلحة لمصر بقيمة 5 مليارات دولار، تشمل صواريخ ومعدات عسكرية متطورة، ما يعزز قدراتها الدفاعية.

الأردن 
في العام 1951 كانت المرة الأولى التي حصل فيها الأردن على مساعدات عسكرية واقتصادية أميركية. وفي عام 2022، وقّع البلدان مذكرة تفاهم تمتد لسبع سنوات (من 2023 إلى 2029)، تلتزم فيها الولايات المتحدة بتقديم 1.45 مليار دولار سنوياً من المساعدات للأردن، بقيمة إجمالية تصل إلى 10.15 مليار دولار، لمنّها جُمّدت إثر قرار ترامب بتوقيف المساعدات إلى حين مراجعتها.

وبلغت المساعدات للأردن منذ بدئها حوالى 30 مليار دولار، وتُستخدم في دعم الموازنة الأردنية وتمويل مشاريع تنموية في مجالات عدة مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، كما تُعزز التعاون الدفاعي بين البلدين. وتُشكّل 85 بالمئة من مجموع المساعدات الدولية التي تتلقاها عمّان.