المصدر: المدن
الكاتب: خضر حسان
السبت 19 تشرين الثاني 2022 15:07:30
وبما أن الأجور لم تُصَحَّح بعد، فإن الموظّف سيدفع أكثر من راتبه لتغطية كلفة الكهرباء وحدها. مع الإشارة إلى أن الرسوم التي تتألف منها الفاتورة ليست مرنة ولا تراعي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. ويفضّل بيضون لو أن الرسوم جاءت "مدعومة لصغار المستهلكين، ومتوسطة لمتوسّطي الاستهلاك، ومرتفعة لمن يستهلكون كثيراً. وفي هذا التوزيع عدالة أكثر مما تشمله التعرفة الجديدة. لأن الـ100 كيلواط المسعّرة بتعرفة منخفضة، بالكاد تكفي لتشغيل برّاد، أي لا تكفي الاحتياجات الأساسية للعائلة".
وللتذكير فإن جلّ حجم الإنتاج سيذهب هدراً ولن يستفيد منه المشتركون، وبالتالي سيدفعون كلفة كهرباء لن تصلهم. وبهذا المعنى، تصبح كلفة الفاتورة مرتفعة جداً على المواطنين، لأن ما يصلهم أقل مما يدفعون ثمنه. ولأن جزءاً من الإنتاج سيُسرَق، فالمؤسسة لن تستطيع استرداد قيمة ما دفعته للفيول والصيانة، وستقع في العجز "ونعود إلى الدوامة السابقة".
وفي السياق نفسه، تبقى فاتورة المؤسسة مرتفعة وإن قورِنَت بفاتورة المولّدات، لأن "كلفة الإنتاج في معامل المؤسسة تتوزّع على مليارات الكيلواط، فيما كلفة إنتاج الكهرباء في المولدات الخاصة، تتوزع على كمية ضئيلة من الكيلواط. كما أن المؤسسة تفترض تقديم خدمة ليس بهدف الربح التجاري كالمولّدات. فلا يجوز للمؤسسة مقارنة إنتاجها بإنتاج المولدات الخاصة".
رقابة على الحسابات
رفع التعرفة يأتي من باب إجراء الإصلاحات في قطاع الكهرباء. لكن الإصلاحات تفترض سلّة متكاملة، من ضمنها تشكيل الهيئة الناظمة للقطاع، وتعيين مجلس إدارة للمؤسسة وضبط حساباتها المالية. وهي إجراءات لم تُحسّم بعد. مع أن قانون إنشاء مؤسسة كهرباء لبنان، فرض على رئيس المحاسبة فيها، عرض بيانات شهرية للمصاريف، ومن ضمنها كلفة الفيول اللازم لإنتاج كيلواط واحد. وهذه الحسابات، ضرورية لمعرفة الكلفة التي على أساسها تم اعتماد التعرفة الجديدة. كما أن الحسابات، يجب أن تُبَيِّن حجم الأكلاف المهدورة عبر السرقة التي تستنزف بين 50 إلى 60 بالمئة من حجم الانتاج.
الحسابات غير المضبوطة في المؤسسة، يُضاف إليها اختفاء مسار حصيلة الـTVA التي لا تراها وزارة المالية. أي أن 11 بالمئة من قيمة كل فاتورة والمقدّرة بما لا يقل عن 5 إلى 6 دولار، و4.5 دولار من كل فاتورة، ستذهب إلى المجهول الذي يضم بنوداً أخرى من حسابات المؤسسة غير المراقَبة. وأمام كل هذه التجاوزات، لا ترى وزارة الطاقة سوى مقارنة الفواتير الجديدة بفواتير المولّدات الخاصة، وكأن المسألة صراع ومنافسة بين تاجرَين.