كورونا لا يرحم الحوامل في لبنان: 6 نساء توفيت بعد الولادة

انشغلت كل الأوساط الاجتماعية في لبنان بظاهرة وفاة النسوة الحوامل بعد وضعهن المولود، ذكرا كان أم أنثى، بسبب إصابتهن بڤيروس ««كورونا»، وقد فارقت الحياة سيدتان هن كاترين الهاشم وسوميا نادر التي قضت بعد يومين من وضعها مولودها الثاني سليما تاركة طفلين صغيرين، حيث لم تنجح محاولات إنقاذها.

فاجعة أصابت أسرة ايلي نادر العاجز أمام هول الألم الذي حل به بوفاة زوجته سوميا (35 عاما) ولسان حاله يجيب السائل: «ما قادر أحكي وبفضل عدم الحديث بالموضوع».

طبعا سيمر وقت طويل على إيلي ليتقبل فاجعة موت شريكة عمره سوميا الشابة التي رحلت تاركة له طفلين، إلسا طفلة لم تتخط السنة والنصف والطفل الرضيع جورج يبلغ من العمر أياما، وذلك بعد يومين من دخولها مستشفى رفيق الحريري الجامعي وهي في حالة متقدمة جدا.

قبل سوميا خسر الجنوب الشابة كاترين الهاشم التي فقدت جنينها ومن ثم توفيت بعد 12 يوما من الصراع مع «كورونا»، وكذلك خسرت 4 أسر أمهاتهم.

حالات الوفاة هذه المتتالية دفعت بمدير مستشفى الحريري الجامعي فراس الأبيض إلى التغريد عبر «تويتر»، كاتبا: «وفقا لوزارة الصحة توفيت 6 نساء حوامل بعد الولادة في لبنان بعد إصابتهن بعدوى كورونا».

وأوضح: «في بداية الجائحة، كان الاعتقاد سائدا أن الحمل لا يزيد من خطر إصابة المريضة الحامل بعدوى الكورونا الشديدة، لكن ثبت الآن عدم صحة ذلك»، مضيفا: «تتطلب عملية ولادة مريضة كورونا الحامل إعداد مرافق خاصة بالعدوى. ويجب أن تتبع العناية بهن بروتوكولات محددة تهدف إلى التخفيف من مخاطر ومضاعفات المرض.

ويحتاج المولود أيضا إلى مرافق خاصة، على الرغم من أن احتمال إصابته بالعدوى ضئيلة. في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، جرت منذ أشهر الاستعدادات، وتهيئة غرف ولادة، ووحدة عناية مركزة لحديثي الولادة. وأجريت، حتى الآن، أكثر من 160 عملية ولادة لسيدات من كل لبنان، بعضهن أتين في حالة حرجة، وقد توفيت مريضتان. من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الوعي العام بالمخاطر».

لكن ما الذي جرى مع سوميا حتى تدهورت حالتها الصحية بسرعة؟ وماذا على المرأة الحامل القيام به لتفادي مضاعفات الڤيروس خلال حملها؟

ونقلت صحيفة «النهار» عن رئيس دائرة الجراحة النسائية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي د.ربيع شاهين، أن «قصة سوميا حزينة جدا، حيث وصلت إلى المستشفى في حالة متقدمة جدا بكورونا، ونسبة الأوكسجين منخفضة جدا في جسمها. وبعد إجراء صورة الـ CT Scan تبين أن حوالي 90% من الرئتين مصابة بالڤيروس، ونتيجة الجهد المبذول للتنفس أدى ذلك إلى وجود ثقب هوائي في الرئة تسبب في الضغط على الشرايين الأساسية في الجسم».

حالتها المتقدمة فرضت توليدها فورا بالتنسيق مع فريق العناية المركزة. وبعد وضع مولودها في نفس الليلة أدخلت إلى العناية الفائقة، لكنها لم تصمد كثيرا، وبعد يومين فارقت الحياة نتيجة حالتها الصحية المتطورة والمتقدمة مع كورونا».