لإيران يد في ما يحصل في مخيّم عين الحلوة...أين الدولة في الإجتماع "التفاوضي"؟

شهد مخيم عين الحلوة إشتباكات عنيفة بين حركة فتح ومجموعات مناهضة لها، وأدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وإثارة الرعب في قلوب الصيداويين لاسيما الذين يسكنون في محيط المخيم جراء سقوط القذائف كما إجلاء مرضى مستشفى صيدا الحكومي.
فالسبب في كل ما يحصل هو إنتشار السلاح المتفلت وغير الشرعي داخل المخيمات وخارجها، ما يحتّم على الدولة نزعه من الميليشيات وفرض هيبتها على كامل الأراضي اللبنانية، وأن يطبّق القانون على الجميع ومن دون أي إستثناءات.
من هنا برزت دعوة رئيس حزب الكتائب في اتصال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تجريد المخيمات من سلاحها وبسط سلطة الدولة وهو مطلب فلسطيني بالدرجة الأولى.
في هذا السياق، أشار العميد المتقاعد خليل الحلو في حديث للـ"kataeb.org "  إلى أن الجيش اللبناني يقوم بضبط الوضع عند مداخل المخيم ومخارجه وبالتالي حركة الدخول والخروج مضبوطة بشكل تام ، ما يعرقل احتمال مدّ الاشتباكات إلى خارج نطاق المخيم ". 
وأشار الحلو إلى أن أمن صيدا من أمن المناطق اللبنانية لافتا إلى أن الجيش ليس بوارد الدخول الى المخيمات لا على المدى القريب أو البعيد. 
وعن المقاربة بين مخيم نهر البارد وعين الحلوة ، أكد الحلو أن الوضع هناك كان مختلفاً لأن سكان المخيم حين بدء المعارك بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام خرجوا منه، ناهيك عن خروج الفصائل الفلسطينية التي تربطها علاقة وثيقة بالأجهزة الأمنية والسلطات اللبنانية، مشيرا إلى أن  من بقي في داخل المخيم هم مجموعة فتح الإسلام وشاكر العبسي، لافتا إلى أن "وضع عين الحلوة مختلف عمّا جرى في نهر البارد". 
وأضاف: "لا نستطيع أيضا أن نعتبر ان ما يحصل في عين الحلوة يشبه ما حدث بين المنظمات الفلسطينية وحركة أمل في عامي 1984-1985 حيث دارت إشتباكات ضارية حينها، فبالتالي الموضوع  محصور داخل عين الحلوة فقط". 
وعن السبب الرئيسي في إندلاع الاشتباكات، قال:"هناك وضع إقليمي متأزم بين إسرائيل وحلفاء إيران حيث حصلت عدة إشتباكات بدءا من غزة وصولا إلى الصواريخ التي أطلقت من لبنان بإتجاه إسرائيل وإستخدام أراضي سوريا لكي يتم إستهداف الداخل الإسرائيلي، وردّ إسرائيل عبر شن غارات جوية على سوريا، كل ذلك أدى إلى توتر وغليان في المنطقة". 
وأضاف: "تأزم الوضع بين إيران وإسرائيل خصوصا بعد توقيع الاتفاق الايراني-السعودي، ما أعطى ايران ذريعة بالتصعيد مع إسرائيل لأن السعودية منفتحة على إسرائيل، على الرغم من عدم حصول إتفاق سلام بينهما، لكن العلاقات الدبلوماسية بينهما تتحسّن تدريجياً، عبر فتح المجال السعودي للطيران المدني الإسرائيلي، ناهيك عن توقيع معاهدة سلام بينها وبين كل من الإمارات والبحرين". 
وتابع:"إيران تسعى إلى تخريب العلاقات عبر التصعيد مع إسرائيل من خلال إستخدام حلفائها في المنطقة، أمّا الإسرائيليون فيناسبهم أيضا بأن يصعّدوا مع إيران لكن من دون الدخول في حرب معها، لأن حكومة نتنياهو لديها مشاكل في الداخل". 
وعن العلاقة بين حركة حماس والتظيمات الاسلامية المتواجدة في المخيمات، لفت إلى أن هناك علاقة وثيقة تجمع بينهما ومع الجهاد الاسلامي الفلسطيني، فبالتالي هذان الفصيلان تربطهما علاقات جيدة مع إيران، مشيرا إلى أن هذا يدل على أن إيران لها يد في ما يحدث في عين الحلوة. 
وتابع : "يعدّ مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات في لبنان، وحركة فتح هي الأقوى داخل هذا المخيم، أما الحركات الإسلامية فلديها فقط بعض الحلفاء." 
ولفت الحلو إلى أن "بعض المسؤولين يطالبون بتدخل الجيش اللبناني لضبط الوضع، مشيرا إلى أنّ منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح لديهما سفارة في بيروت، فبالتالي يجب على وزير الخارجية أن يفتح قنوات للإتصال معها، للحدّ من تدهور الأوضاع، وأيضا يجب على وزارة الخارجية أن تتواصل مع جامعة الدول العربية لاسيما مع مصر كون لديها مونة على حركة حماس لتلعب دورا في تهدئة الأوضاع ". 
وأضاف: "يجب على الحكومة اللبنانية أن تدخل على خط المفاوضات بين المتقاتلين لا أن تتولى حركة أمل حل الخلافات بينهم، بل كان يجب أن يحصل الاجتماع "التفاوضي" في محافظة الجنوب وذلك بحضور وزير الداخلية والبلديات والمحافظ ووزير الدفاع ورئيس الوزراء، من دون أن تدخل كلّ من حركة أمل وحزب الله على خط المفاوضات لأن ليس لهما الحق في التدخل مباشرة بظل وجود الدولة." 
وختم الحلو قائلا: "الجيش لا يمكن تكليفه بأي أمر آخر الا بضبط الوضع على تخوم مخيم عين الحلوة فقط لا غير، والجيش لا يريد الدخول اليه لان الوضع فيه غير نهر البارد، لأن في نهر البارد كان هناك هدف بإنشاء إمارات إسلامية والقضاء على الصيغة اللبنانية، لذلك تمّ إتخاذ القرار بإلغاء هذه الحالة الشاذّة ، إنما داخل مخيّم عين الحلوة يوجد حركة فتح والتي تمثل السلطة الفلسطينية، وبالتالي يجب أن يتم حلّ ما يجري في عين الحلوة على المستوى السياسي، ودخول الجيش اليه مرتبط بقرار سياسي."