آلاف أهالي المفقودين يتجمعون أمام سجن صيدنايا...رغم تحرير الجميع

احتشد آلاف السوريين، اليوم الاثنين، أمام سجن صيدنايا السيء الصيت، في ريف دمشق، بانتظار معرفة مصير أقارب لهم معتقلين، غداة إعلان الفصائل المعارضة إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وهروبه.

طابور طويل
وقالت وكالة "فرانس برس" إن طابوراً من السيارات امتد على طول نحو سبعة كيلومترات قبل بلوغ السجن، ما دفع المئات الى المتابعة سيراً على الاقدام. ومع استمرار منظمات إنسانية في القيام بعمليات بحث داخل السجن، بقي كثر منهم حتى وقت متأخر ينتظرون معرفة معلومات عن أقارب لهم.
وتواصل فرق الإنقاذ المختصة عملها في سجن صيدنايا، أملا في البحث عن معتقلين بداخله في أقبية سرية لا يُعرف بعد طريق الوصول إليها. وعُثر بداخل السجن على أدوات حادة وحبال قوية عليها دماء لشنق وإعدام المعتقلين، إلى جانب الأجهزة المخصصة لعمليات ضرب أقدام السجناء بالكابلات، في وقت يبحث فيه الأهالي عن أي أمل لمعرفة مصير ذويهم.
وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في تغريدة، إن الفرق المختصة لديه تبحث في سجن صيدنايا الذي كان يضم آلاف المعتقلين، عن أبواب سرية أو أقبية غير مكتشفة في ظل احتمالية وجود معتقلين فيها غير الذين خرجوا أمس الأحد.
ويعتمد الدفاع المدني السوري في عملية البحث، على أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن، إلى جانب إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية المحتمل وجودها.

لا دلائل على وجود سجناء
وحتى عصر اليوم الاثنين، لا توجد دلائل تؤكد وجود معتقلين غير الذين خرجوا في أول أيام سقوط نظام الأسد، حسب الدفاع المدني السوري، الذي أكد استمرار عمليات البحث حتى التأكد من جميع أقسام السجن.
ونقل موقع "تلفزيون سوريا" عن المؤسس والمشارك في "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، دياب سرّية، الذي نفى وجود أي معتقل داخل أسوار سجن صيدنايا.
وقال سرية إن الرابطة كانت تتابع بدقة حالات تحرير المعتقلين داخل السجن، منذ ليل أول من أمس السبت حتى صباح أمس الأحد، موضحاً أن القسم الذي أشارت إليه المصادر السابقة "هو نفسه قسم المنفردات، ومكوّن من طابق واحد فقط وليس من 3 طوابق. وقد جرى تحرير آخر دفعة من محتجزيه، والذين يصل عددهم إلى قرابة 250 معتقلاً".
وأوضح أن الأنباء التي انتشرت حول وجود معتقلين آخرين داخل طوابق مزعومة تحت الأرض لا يمكن الوصول إليها إلا بالحصول على خرائط السجن، كان مصدرها بعض أهالي المفقودين الذين "للأسف" لم يتسنّ لهم العثور على أبنائهم من بين المطلق سراحهم.
ويقع السجن قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، وبني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، في حين يُعرف الثاني بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
ويعد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.