لا تسوية فرنسيّة مع حزب الله

مع "وضع فرنسا يدها على الملف اللبناني" منذ انفجار بيروت في الرابع من آب، يبدو ان حزب الله تنفس الصعداء اعتبارا منه ان الضغوط الاميركي لا بد من ان تخف حدة، كون السياسة الفرنسية لطالما قامت على الحوار.

حزب يمثّل

وفي هذا السياق، شدّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور لبنان للمرة الثانية في اقل من شهر، على أنّ حزب الله هو حزب يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ومُنتخَب وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لا نُريد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها".

لذلك، تتوجس الاطراف المعارضة لحزب الله من ان يكون الدور الفرنسي من اجل تعزيز تواجد الحزب في السلطة والحكم بدلا من ان يكون العكس!

مبادرة مستقلة

وتشرح مصادر مطلعة على المبادرة الفرنسية انها "مستقلة"، لكن في الوقت عينه غير معرقلة من قبل واشنطن ودول الخليج، معتبرة ان الخيارات الاميركية حتى اليوم ادت الى المزيد من الانهيار، وفي لحظة من اللحظات الجهة الاقدر على التنظيم (اي حزب الله) هي التي تسيطر حتى ولو كان البلد "مهترئا" على غرار ولاية الفقيه في ايران، حيث البلد منهار لكن السيطرة محكمة من قبل الحرس الثوري والباسيج.

منذ ساركوزي

وتوضح المصادر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان لدى باريس مشروعها الخاص، فالى جانب التعاطف التاريخي والنخبوي والفرنكوفوني، هناك ايضا اهداف متوسطية، كان الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي قد بدأ بها وفشل. واليوم لدى ماكرون مشروع مماثل بصيغة جديدة.

ويقول المصدر:  فرنسا كأي دولة كبيرة تحتاج ان توسّع اسواقها والتبادل التجاري وفتح اسواق جديدة، وقد يكون لبنان بابا في هذا المجال، لكن الامر لا يعني الاتجاه نحو تسوية مع حزب الله فهو قادر على المناورات، اما التسويات فتحصل مع ايران، وبالتالي الحزب لن يقوم بأي تسوية محلية دون ضوء أخضر يأتيه من طهران.

ويختم :صحيح ان التأييد الشعبي والرافعة المسيحية لحزب الله قد تراجعت في السنوات الاخيرة، الا انه على الاقل يمثل 30% من اللبنانيين وبالتالي لا يمكن الغاؤه.